اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

الكشف عن ترتيبات سرية.. هل تبدأ الحرب على الحوثيين من القرن الأفريقي؟

اليمن الجديد نيوز| تقارير|

تظهر مؤشرات جديدة على تحرك إسرائيلي متسارع لإعادة رسم شبكة تحالفاتها في منطقة البحر الأحمر، في إطار الاستعداد لجولة قتال محتملة مع الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، وفق تقرير حديث أصدره معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي اليوم الثلاثاء.

ورجح التقرير أن يتجه التركيز الإسرائيلي نحو “أرض الصومال”، بوصفها خياراً تتوافر فيه الظروف الجغرافية والسياسية التي تبحث عنها تل أبيب.

وأوضح التقرير أن المسافة الفاصلة بين مناطق سيطرة الحوثيين- خصوصاً ميناء الحديدة- وأراضي “أرض الصومال” تتراوح بين 300 و500 كيلومتر، ما يجعل الإقليم موقعاً مناسباً لإنشاء قاعدة متقدمة يمكن استخدامها في مهام استخباراتية ومراقبة التحركات البحرية للحوثيين، إضافة إلى دعم لوجستي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

كما يرى المعهد أن المنطقة قادرة على استضافة عمليات عسكرية مباشرة، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة لاعتراض تحركات الحوثيين (أنصار الله) في البحر.

وأشار التقرير إلى أن العلاقة القوية بين إسرائيل وأذربيجان شكّلت نموذجاً لرفع القدرات الاستراتيجية ضد إيران، معتبرًا أن “أرض الصومال” قد تلعب دوراً مشابهاً في مواجهة الحوثيين.

كما استعرض خيارات أخرى مثل إريتريا وجيبوتي وإثيوبيا، لكنه خلص إلى أن هذه الدول تواجه عوائق سياسية أو جغرافية تجعل “أرض الصومال” الأكثر قابلية للتعاون الأمني مع إسرائيل والدول الغربية.

وبحسب التقرير، فإن الإقليم – الذي تربطه علاقات متنامية بالإمارات – يبدي استعداداً واضحاً لفتح قنوات تعاون أمني واقتصادي، حتى مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك احتمال استضافة منشآت عسكرية أو قواعد مشتركة، في سياق بحثه المستمر عن اعتراف دولي بكيانه السياسي.

ويرى المعهد أن التعاون مع “أرض الصومال” قد يمنح إسرائيل منصة عمل متقدمة في محيط البحر الأحمر، ليس فقط لأغراض أمنية، بل أيضاً للاستفادة من الموارد والمعادن المتوفرة هناك، ما يمنح التعاون بُعدًا اقتصادياً إضافياً إلى جانب البعد العسكري.

ورغم ذلك، يحذر التقرير من أن الاعتراف الرسمي بـ”أرض الصومال” يحمل تعقيدات سياسية، خصوصاً أن الولايات المتحدة والإمارات – أقرب شركاء تل أبيب في المنطقة- لا يعترفان بالإقليم كدولة.

لذلك يدعو المعهد إلى تعزيز العلاقات مع الإقليم دون الوصول إلى حد الاعتراف الدبلوماسي الكامل، عبر خطوات “تحت العتبة” تشمل فتح مكاتب وتسهيل التعاون الأمني والتجاري والاعتراف بجوازات السفر.

ويخلص التقرير إلى أن الحضور الإسرائيلي في “أرض الصومال” يمكن أن يتحقق دون اعتراف رسمي، بل إن الإقليم قد يفضل حالياً علاقات غير معلنة وهادئة مع إسرائيل لتجنب حساسيات إقليمية.

ويؤكد أن “أرض الصومال” قد تصبح نقطة تحول في مسار المواجهة الإسرائيلية مع الحوثيين (أنصار الله)، إذا ما مضت تل أبيب في بناء هذا التحالف الناشئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى