الغرفة السوداء في البحر الأحمر.. ما سرّ الاتصالات المشفرة التي تُهدد أمن المنطقة؟
في إجراءٍ يُحاكي سيناريوهات الأفلام الحربية، نشرت القوات الأمريكية في البحر الأحمر “شبكة عين إلكترونية” متطورة، تجمع بين تقنيات الرصد الفوري وتحليل البيانات الضخمة، بهدف توقُّع أي تحركات عسكرية يُحتمل أن تشنها قوات صنعاء ضد سفنها.
وصف مسؤولون أمريكيون النظام الجديد بأنه عامل تغيير في استراتيجية الردع، حيث أكد نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الأدميرال براد كوبر، أن هذه المنظومة ستُقلص فرص المفاجآت العسكرية، وتُوفر “درعاً وقائياً” للقوات الأمريكية في المنطقة.
تعتمد المنظومة على شبكة اتصالات مُشفرة تربط السفن الحربية بعشرات العُقد الاستخباراتية المنتشرة عالمياً، مع قدرة على معالجة ملايين نقاط البيانات في الثانية، ولتعزيز دقتها، توظف واشنطن شراكات سرية مع شركات التكنولوجيا العسكرية الخاصة، التي تزودها بصور الأقمار الصناعية عالية الدقة وتحليلات ميدانية لحظة بلحظة.
تكشف وثائق داخلية أن الذكاء الاصطناعي (AI) هو القلب النابض لهذا النظام، حيث تختصر زمن تحليل الصور الجوية من ساعات إلى ثوانِ، عبر خوارزميات قادرة على تمييز الأنماط غير الاعتيادية حتى في الظروف الجوية الصعبة.
مراقبون عسكريون يرون أن الهدف الحقيقي للمنظومة يتجاوز الحماية المباشرة، ليشمل تعزيز السيطرة الأمريكية على طرق الملاحة الدولية، وتجفيف أي تهديدات محتملة قد تُقلق تحالفات واشنطن الإقليمية.