المؤسسات الدولية تنتفض ضد إسرائيل.. والفاتيكان يصرخ أوقفوا الهمجية

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|
وسط صمت دولي مطبق، تتصاعد التحذيرات الأممية والحقوقية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث تواجه العائلات جوعاً كارثياً وصفته تقارير المنظمات الدولية بأنه مجاعة مكتملة الأركان.
بينما تتحول شحنات المساعدات الإنسانية إلى أفخاخ للموت، تزداد معاناة أكثر من مليوني إنسان محاصرين في القطاع.
الجوع يفتك بالأطفال.. والموت يسبق المساعدات
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA): إن العائلات في غزة تواجه جوعاً كارثياً، مؤكداً أن أطفال غزة يعانون من الهزال الحاد، وبعضهم يموت قبل أن تصل إليهم أي مساعدات غذائية.
وأشار إلى أن الأشخاص الباحثين عن الطعام يفقدون حياتهم، جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار على كثيرين منهم أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وصفت الواقع في غزة بأنه مأساوي للغاية، وقالت: إن القطاع تحول إلى مقبرة للأطفال، محملة العالم المسؤولية عن هذا التخاذل الذي سمح باستمرار الإبادة.
استخدام التجويع كسلاح
حذر مكتب الشؤون الإنسانية من أن استخدام التجويع كسلاح حرب أمر غير قانوني وغير أخلاقي، مشدداً على أن وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ليس مجرد خيار، بل واجب قانوني وأخلاقي.
من جهتها، قالت وكالة الأونروا إن نظام توزيع المساعدات الذي تصر عليه إسرائيل غير فعال، وأكدت أن لديها الأنظمة والخبرة لتوزيع المساعدات بكفاءة في غزة، إلا أن السلطات الإسرائيلية تمنعنا من أداء عملنا الإنساني.
برنامج الأغذية العالمي: الجوعى يقتلون أثناء انتظار الطعام
قال برنامج الأغذية العالمي إن حشوداً من منتظري المساعدات في غزة تعرضت لإطلاق نار مباشر من دبابات وقناصة الجيش الإسرائيلي، وإنهم لم يفعلوا شيئاً سوى محاولة الوصول إلى الغذاء.
وأشار البرنامج إلى أن واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص في القطاع لا يتناول الطعام لعدة أيام متتالية، ووجه نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي وكل الأطراف المعنية لتسهيل إيصال المساعدات الغذائية فوراً، قبل أن تتحول المجاعة إلى إبادة جماعية شاملة.
المقررة الأممية: إسرائيل تمحو الفلسطينيين.. والمجتمع الدولي يكافئها
أعلنت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الأممية للأراضي الفلسطينية، أن ما يجري في غزة بلغ مستوى لا يمكن للكلمات أن تصفه، مؤكدة أن نية إسرائيل واضحة، محو الشعب الفلسطيني من غزة.
وأضافت: لا يمكن أن نتحدث عن حل الدولتين بينما ترتكب إبادة جماعية في وضح النهار، متهمة المجتمع الدولي بأنه يكافئ إسرائيل على هذه الجرائم، في إشارة إلى استمرار الدعم الغربي رغم الانتهاكات المستمرة.
غضب حتى في الفاتيكان
دعا بابا الفاتيكان إلى وقف فوري للحرب الهمجية على غزة، ووصف ما يحدث بأنه عار على الضمير الإنساني.
وعلقت صحيفة “إسرائيل اليوم” على تصريحه بالقول إن البابا انتقد بشكل غير مسبوق السياسات الإسرائيلية تجاه المدنيين واصفاً ما ترتكبه في غزة إسرائيل بالهجمية.
الواقع الطبي: مجاعة تقتل بالصمت
من جانبه، أعلن المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، أن عشرات الشهداء ارتقوا اليوم وحده، بينهم 78 شهيداً من طالبي المساعدات.
وأشار إلى أن 18 شخصاً توفوا خلال الساعات الماضية فقط، بسبب المجاعة وسوء التغذية الحاد.
مشروع قتل جماعي منظم
أجمعت المنظمات الإنسانية أن آلية توزيع المساعدات التي تعتمدها الولايات المتحدة وإسرائيل هي جزء من مشروع إجرامي يستخدم الغذاء كأداة للقتل، وأنها تمنع توزيع المساعدات بوسائل آمنة رغم توفرها، في مخالفة صريحة للقانون الدولي.
ويزداد المشهد تعقيداً في ظل تواطؤ عالمي، حيث لا تواجه الولايات المتحدة ولا إسرائيل أي ضغوط حقيقية لوقف هذا المسار الكارثي، في وقت يسابق فيه الأطفال الزمن بين الجوع والموت.