الوجه الآخر للتدخل: أسرار المليارات التي حولت اليمن إلى جحيم مفتوح!
اليمن الجديد نيوز| متابعات
كشف تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 64% من الأسر اليمنية عجزت عن توفير الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية بحلول ديسمبر 2024، محذراً من استمرار تدهور الأمن الغذائي إلى مستويات “كارثية” تُهدد حياة الملايين.
وأرجعت الدراسة تفاقم الأزمة إلى انهيار الاقتصاد اليمني، الذي فقد الريال خلال عام 2024 ما يقارب 26% من قيمته أمام الدولار، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة سلة الغذاء الأساسية بنسبة 21%.
كما سلط التقرير الضوء على توقف المساعدات الإنسانية في مناطق عديدة، وتراجع فرص العمل، واستمرار المواجهات العسكرية التي حوّلت البلاد إلى ساحة مفتوحة للصراعات.
وأشار التقرير إلى أن 70% من الأسر النازحة تعاني لدرجة خطيرة للحصول على الطعام، بينما وصلت نسبة الحرمان الشديد من الغذاء إلى 42% مع نهاية العام الماضي.
وأظهرت البيانات أن النازحين في المخيمات أكثر عرضة لسوء التغذية (49%) مقارنة بمن يعيشون في مجتمعات مضيفة (39%)، مع تحذير من أن جميع المحافظات تجاوزت مستويات الطوارئ لانعدام الأمن الغذائي.
وأكد التقرير اضطرار 72% من الأسر إلى تقليل كميات الطعام، بينما لجأت 66% إلى تناول أطعمة رخيصة وغير مغذية، مشيراً إلى انتشار ممارسات خطيرة مثل بيع المنازل والتسول كوسيلة للبقاء على قيد الحياة، في مؤشر صادم على انهيار سبل العيش.
وسبق أن ربط خبراء دوليون بين تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن والتدخل العسكري الذي قاده التحالف السعودي الإماراتي منذ عام 2015، حيث أسهمت سياساته في تدمير البنية التحتية الحيوية من موانئ ومطارات وطرق، مما عطّل وصول الغذاء والدواء إلى ملايين المدنيين.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتدت تأثيرات التحالف إلى فرض حصار اقتصادي خانق عبر قيود على استيراد السلع الأساسية، وتسبُّبه في شح العملة الأجنبية، وهو ما دفع بالريال اليمني إلى حافة الانهيار.
ويُتهم التحالف بإطالة أمد الحرب عبر دعمه أطرافاً محلية متصارعة، بدلاً من السعي لحلول سياسية تُنهي معاناة اليمنيين.