وثائق أمريكية: تنسيق عسكري سري بين “إسرائيل” ودول خليجية وعربية ضد صنعاء

اليمن الجديد نيوز| أخبار|
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، استناداً إلى وثائق رسمية مسربة من وزارة الدفاع الأمريكية، عن سلسلة من الاجتماعات والتمارين العسكرية السرية جمعت بين مسؤولين عسكريين من “إسرائيل” وست دول عربية، برعاية القيادة المركزية الأمريكية، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بهدف تنسيق الجهود لمواجهة ما تصفه الوثائق بـ “التهديدات الإقليمية” وعلى رأسها إيران.
ووفقاً للصحيفة، عقدت هذه الاجتماعات في البحرين ومصر والأردن وقطر، وسط تعزيز سري للتعاون الأمني بين هذه الدول والجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي كانت تُدين فيه تلك الدول علناً الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكدت الوثائق أن قطر من بين الدول التي عززت علاقاتها الأمنية مع “إسرائيل” بهدوء، رغم تعرّضها لضربة جوية إسرائيلية في سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أن اجتماعاً سرياً عُقد في قاعدة العديد بقطر عام 2024، بمشاركة وفد عسكري إسرائيلي وصل مباشرة إلى القاعدة لتجنّب المرور عبر النقاط المدنية.
وأظهرت الوثائق أن إيران كانت المحرك الرئيسي لهذا التعاون، وأن القيادة المركزية الأمريكية وصفت المشروع بأنه “هيكل أمني إقليمي” يضم “إسرائيل” وقطر والبحرين ومصر والأردن والسعودية والإمارات، مع الإشارة إلى الكويت وعُمان كشريكين محتملين أُطلِعتا على الاجتماعات.
كما تضمنت الوثائق خريطة لصواريخ موضوعة فوق غزة واليمن، في إشارة إلى اعتبار الملفين جزءاً من الحسابات الأمنية الإقليمية.
وبحسب الصحيفة، تم إجراء تدريبات مشتركة في قاعدة “فورت كامبل” بولاية كنتاكي عام 2025 بمشاركة ممثلين من 6 دول عربية إلى جانب “إسرائيل”، ركزت على كشف وتدمير الأنفاق تحت الأرض.
وأوضحت الصحيفة أن القيادة المركزية الأمريكية قادت هذه الاجتماعات لتعزيز “سردية الشراكة والازدهار الإقليمي” في مواجهة ما تصفه بـ “سردية إيران”، مشيرة إلى أن “إسرائيل” ودولًا عربية وقعت عام 2022 على خطة دفاع جوي إقليمي تضمنت تنسيق المناورات وشراء التجهيزات العسكرية.
وبحلول عام 2024، تم ربط عدد من هذه الدول بأنظمة رادار ومستشعرات أمريكية تتيح تبادل البيانات الجوية في الوقت الحقيقي، فيما شاركت دولتان ببيانات راداراتهما مع القوات الأمريكية. كما أُلحقت هذه الدول بمنظومة دردشة آمنة للتواصل المباشر مع واشنطن.
ورغم شبكة الرصد والإنذار، لم يمنع هذا النظام الضربة الجوية التي استهدفت قطر في 9 سبتمبر الماضي، وهو ما أقر به قائد أمريكي قال إن “الأنظمة تركز عادة على إيران ومناطق التهديد المتوقعة”.
كما تشير الوثائق إلى أن السعودية لعبت دوراً نشطاً في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع “إسرائيل” وشركائها، خصوصاً حول ملفات اليمن وسوريا، وأن القيادة المركزية الأمريكية تعمل على توثيق التعاون العسكري العربي – الإسرائيلي في الأعوام المقبلة.
وتتضمن الخطة الأمريكية للعام 2024 إنشاء “مركز سيبراني مشترك للشرق الأوسط” قبل نهاية 2026، إلى جانب تأسيس “مركز دمج المعلومات” لتمكين الشركاء من التخطيط السريع للعمليات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي سابق قوله إن “دول الخليج تتعامل ببراغماتية مع إسرائيل، وتحترم قدراتها العسكرية، وتعتقد أن الإسرائيليين يستطيعون التحرك بحرية دون اكتشاف”.