غزة تودع شاهدها الأخير.. صوت الحقيقة الذي أسكته الرصاص

اليمن الجديد نيوز| أخبار|
ودعت غزة اليوم أحد أبرز وجوهها الإعلامية، الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، الذي ارتقى شهيداً بعد أن قضى عامين من الحرب دون أن يغيب يوماً عن ساحات التغطية، ناقلاً معاناة شعبه وعدسة الحقيقة إلى العالم.
الجعفراوي، الذي عرف بشجاعته وصدقه، اختطف عصر اليوم في حي الصبرة شمال القطاع، قبل أن يُعلن مساءً عن استشهاده برصاص عناصر مسلحة معروفة بتعاونها مع الاحتلال الإسرائيلي.
مصادر محلية أفادت أن الصحفي تعرض للتعذيب قبل أن يعدم بدم بارد بسبع رصاصات أُطلقت عليه من مسافة صفر، في جريمة هزت الضمير الفلسطيني والعربي.
قبل ساعات من اغتياله، نشر الجعفراوي مقطعاً مصوراً تحدث فيه عن صمود غزة، مؤكداً أن الاحتلال يحتاج إلى مئة عام لكسر إرادة سكانها، بينما كان يوثق لحظات رفع الركام وفتح الطرقات بعد إعلان وقف إطلاق النار.
في مستشفى المعمداني، كان الوداع حزيناً. جثمان الشهيد حملته أيادٍ مكلومة، وقلوب لم تستوعب بعد أن الصوت الذي لطالما نقل الحقيقة قد صمت إلى الأبد.
صالح لم يكن مجرد صحفي، بل كان شاهداً على الجرح، وناقلاً للوجع، ومقاتلاً بالكلمة في وجه الظلم.
رحيل الجعفراوي أثار موجة من الحزن والغضب، في وقت احتفت فيه منصات إسرائيلية باغتياله، ما يعكس حجم تأثيره في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة.
الشهيد صالح الجعفراوي سيبقى رمزاً للإعلام المقاوم، وصوتاً خالداً في ذاكرة فلسطين، التي لا تنسى من حملوا الكاميرا بيد، والإيمان بالحرية في القلب.