استعداداً للمواجهة مع صنعاء: تعديلات استخباراتية وعسكرية أمريكية

اليمن الجديد نيوز| متابعات
اعترف المجلس الأطلسي الأمريكي أحد أبرز مراكز الأبحاث الاستراتيجية المقربة من صناع القرار في واشنطن – بأن عمليات إسقاط جماعة الحوثيين (أنصار الله) المتكررة لطائرات التجسس الأمريكية من طراز MQ-9 ريبر، ليست مجرد هجمات عابرة، بل تشكل حلقة في سلسلة ضربات ناجحة تعكس تطوراً نوعياً في القدرات العسكرية للحوثيين، الذين تحولوا إلى كابوس يهدد التفوق التكنولوجي الأمريكي في المنطقة.
وأشار المركز في تقرير إلى أن الحوثيين نجحوا، منذ بداية الحرب على غزة، في تحويل اليمن إلى ساحة معقدة تعاني فيها الطائرات الأمريكية بدون طيار من معدلات خسارة غير مسبوقة، ما يضعف أنظمة الاستخبارات والاستهداف التابعة للبنتاغون، ويعطل قدرتها على تتبع تحركات الجماعة أو شن ضربات دقيقة ضدها الأمر الذي سيفيد خصوم واشنطن من هذه الثغرة.
وأوضح التقرير أن عمليات الإسقاط الأخيرة لطائرات MQ-9 (التي تقدر تكلفة الواحدة منها بـ32 مليون دولار) تظهر تبني الحوثيين تقنيات متطورة في الحرب الإلكترونية وتشويش الإشارات.
ولفت إلى أن سيطرة الحوثيين (أنصار الله) على مساحات واسعة من المجال الجوي اليمني قلصت هامش المناورة للطائرات الأمريكية، رغم تفوقها التكنولوجي.
وأكد التقرير من أن الاستمرار في نشر الطائرات بدون طيار بالوتيرة الحالية سيكبد واشنطن خسائر مادية ومعنوية فادحة، داعياً البنتاغون إلى مراجعة شاملة لاستراتيجية الانتشار في المنطقة لاسيما أن الحوثيين (أنصار الله) يحولون كل عملية إسقاط إلى مكسب على المستويين المحلي والدولي.
وختم التقرير بأن الدرس الأهم الذي تقدمه عمليات إسقاط MQ-9 هو أن التفوق التكنولوجي وحده لم يعد كافياً لفرض الهيمنة فالحوثيون يكتبون فصلًا جديداً من تاريخ المواجهات غير المتكافئة، حيث الإرادة والابتكار يحولان أدوات الفقراء إلى سلاح يهدد أقوى الجيوش.