صدمة في واشنطن: الحوثيون يهزون عقيدة التحالفات الأمريكية!

اليمن الجديد نيوز| تقرير| خاص
بين نار التناقضات وضبابية الروايات، تكشف الإدارة الأمريكية وإعلامها عن حالة انفصام سياسي مزمن في تعاطيها مع ملف الحوثيين (أنصار الله) فبعد سنوات من تسويق سردية الذراع الإيرانية في اليمن كحقيقة مطلقة، اضطرت واشنطن مؤخراً إلى الاعتراف – مُرغمة – باستقلالية الحوثيين عن طهران، لكنها حولت الاتهامات فجأة إلى موسكو وبكين، وكأنما تمرر أزمتها الاستراتيجية في قراءة المشهد عبر لعبة البحث عن عدوّ بديل.
على وجه الاستدلال كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عن تناقضات جديدة خلال الساعات الماضية حول طبيعة الدعم الذي يتلقاه الحوثيون (أنصار الله) في اليمن.
وقالت مجلة فورين بوليسي إن الحوثيين، مستقلين سياسياً عن إيران ويتلقون دعماً عسكرياً واقتصادياً من روسيا والصين.
وتطرقت إلى أنه وفي عام 2019، استهدف الحوثيون البنية التحتية النفطية السعودية، مما أدى إلى توقف نصف إنتاج البلاد النفطي لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، كما استهدفوا الإمارات العربية المتحدة بطائرات مسيرة وصواريخ.
وأوضحت مجلة فورين بوليسي أن الحوثيين تمكنوا من الصمود أمام الهجوم الذي قادته السعودية لإسقاطهم على مدى ما يقارب عقداً من الزمان.. مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تراهنان على تحول اقتصادي كبير عبر استثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركات أمريكية رائدة، وأن هذه الاستثمارات قد تفتح المجال أمام الحوثيين لاستهداف منشآت جديدة.
وفي طرح يبدو وكأنه دعوة إلى حرب كونية، تحذر فورين بوليسي من أن الحوثيين (أنصار الله) باتوا تهديداً عالمياً مع انهيار وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي وحماس، لتقترح أن على الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاءهما بحاجة إلى تشكيل تحالف دولي للتصدي لهم، وكأن الجماعة تمتلك قوة عظمى تهدد استقرار الكوكب بأسره، ومع الاعتراف بصعوبة ردع الحوثيين، يبدو أن المجلة تتجاهل أن هذا الصراع الإقليمي قد لا يحتاج إلى جبهة عالمية بقدر ما يحتاج إلى حلول سياسية أكثر واقعية وبسيطة وقف الحرب على غزة ورفع الحصار وفق ما يكفله القانون الدولي والإنساني.
رغم محاولة مجلة فورين بوليسي، تقديم نفسها كمنصة تحليلية محايدة، إلا أن تقريرها الأخير لم يخرج عن دائرة الرواية الغربية المغلفة بالواقعية السياسية، التي تتجاهل الحقائق الجوهرية وتركز على تبرير فشل تحالفات واشنطن وشركائها في اليمن، فبدلاً من تحميل السعودية والتحالف التي تقوده المسؤولية عن سنوات الحرب المدمرة التي خلفت ماسٍ إنسانية، حولت المجلة الحوثيين (أنصار الله) إلى كيان إرهابي جديد يجب محاربته، مستخدمة نفس أدوات التضليل الإعلامي.
الاعتراف المتأخر باستقلال الحوثيين عن ايران لم يأت كنقد ذاتي، بل كذريعة لتصدير الأزمة إلى روسيا والصين، وكأن المشكلة ليست في الاحتلال والتدخلات الخارجية، بل في أشباح تختلقها واشنطن لتعيد تدوير حروبها.
الحقيقة أن ما تريده واشنطن هو استنساخ ممل لسردية الخطر الخارجي التي تبرر الهيمنة، وتنكر على الشعوب حقها في المقاومة، بينما تغطي على جرائم حلفائها.