اخبارالاخبار الرئيسيةمقالات

من يبدأ المعركة إيران أم إسرائيل في سبتمبر 2025؟

اليمن الجديد نيوز| مقالات | *احمد الاعرجي

يشهد الإقليم في سبتمبر 2025 حالة من الترقب والتوتر ، إذ تتصاعد التحليلات حول احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل .

وبالرغم من أن تجربة الأشهر الماضية ، خصوصاً حرب يونيو 2025 ، أظهرت أن إسرائيل كانت البادئة بالهجوم عبر عمليات جوية استباقية ضد منشآت نووية إيرانية ، إلا أن قراءة المؤشرات الراهنة توحي بأن إيران هي التي تبادر اليوم بفرض إيقاع المعركة !!

مستندة إلى مزيج من الأدوات العسكرية والسياسية والدينية .

ـ أولاً : المناورات الأخيرة التي أجرتها القوات المسلحة الإيرانية في الخليج والمحيط الهندي تكشف عن رغبة واضحة في إيصال رسالة ردع لإسرائيل وحلفائها .

هذه المناورات لم تكن دفاعية محضة ، بل حملت طابعاً هجومياً واضحاً من خلال استعراض قدرات صاروخية بعيدة المدى وطائرات مسيّرة هجومية قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي المحتلة .

إن هذا الاستعراض العلني يعكس ثقة متزايدة بقدرات الردع والقدرة على المبادأة في ساحة الصراع .

ـ ثانياً : خطب الجمعة في طهران وعدد من المدن الإيرانية خلال هذا الشهر حملت إشارات مباشرة بأن “العدو الصهيوني سيتلقى الرد المناسب في اللحظة التي يختارها الشعب الإيراني وقيادته” !!

هذه الخطب التي تُعتبر صوتاً رسمياً للنظام ، جاءت متوافقة مع تصريحات عدد من المسؤولين ، ما يعزز الرؤية بأن القيادة الإيرانية تمهد نفسيّاً وشعبياً لمرحلة ردّ حاسم .

ـ ثالثاً : تصريحات المستشار العسكري للمرشد الأعلى ، اللواء رحيم صفوي تلعب دوراً محورياً في فهم طبيعة الموقف الإيراني .

فقد أكد في مداخلة إعلامية أن “إيران اليوم أقوى من أي وقت مضى ، وأن المعركة المقبلة ستكون فاصلة في رسم موازين القوى في المنطقة”.

هذه الكلمات في سياقها السياسي والعسكري تمثل توجيهاً استراتيجياً يعكس استعداد طهران للمبادرة وليس الاكتفاء بالرد !!

وعليه يمكن القول إن إيران – وفق المؤشرات الحالية – تبدو هي الطرف الذي بدأ بالفعل بتهيئة المسرح الاستراتيجي للمعركة .

فبين المناورات الميدانية والخطاب الديني – السياسي والتوجيهات العسكرية الصادرة عن المستشارين المقربين من القيادة العليا يتضح أن طهران انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم المحسوب .

أما عن المنتصر المحتمل ، فالتقديرات الدبلوماسية تشير إلى أن إيران قد تحقق مكاسب استراتيجية حتى لو كانت الكلفة مرتفعة .

ذلك أن مجرد صمودها وإظهار قدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي يترجم عملياً كسباً سياسياً ومعنوياً يعزز نفوذها الإقليمي .

وإذا ما نجحت في إدارة المعركة بإيقاعها الخاص ، فإنها ستفرض معادلة جديدة تُعيد التوازن لصالحها في مواجهة إسرائيل .

*كاتب عراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى