بمعدات حديثة.. الإمارات تنقل جبل النار من المخأ إلى أبوظبي

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|
بعيداً عن الأضواء وضجيج المعارك، وفي قلب المخا بمحافظة تعز، يتكشّف فصل خفي من فصول الاستغلال المنهجي للثروات اليمنية.
جبل النار، الذي لطالما بدا كتلة بركانية صامتة، تحوّل إلى منجم مفتوح لاستخراج الذهب والنحاس والزنك، وعناصر نادرة مثل الجرمانيوم، في عمليات تعدين واسعة النطاق تديرها الإمارات عبر وكلائها العسكريين المحليين، وعلى رأسهم عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وأخيه عمار صالح.
تحقيق استقصائي حديث كشف أن العوائد الشهرية لهذه العمليات تصل إلى عشرات الملايين من الريالات السعودية، في ظل غياب أي رقابة حكومية أو مدنية.
تضاريس الجبل تغيرت.. والصور لا تكذب
صور الأقمار الصناعية ترسم مشهداً مختلفاً تماماً عمّا عرفه السكان، الجبل الذي كان داكناً بتضاريسه البركانية، أصبح مليئاً بالحفر وأكوام الركام الفاتح، مع طرق جديدة تشق طريقها نحو مطار قيد الإنشاء في منطقة ذُباب، ما يشير إلى وجود بنية تحتية مخصصة لنقل الخامات بعيداً عن أعين الرقابة.
معدات ضخمة تكشف طبيعة النشاط
التحليل البصري للصور أظهر تجهيزات صناعية متقدمة، محطات تكسير، أنظمة فرز، وسيور ناقلة، ما يدل على أن الموقع يخضع لعمليات تعدين سطحي منظمة تستهدف معادن استراتيجية ذات قيمة عالية.
منظومة لوجستية لا تشبه مشاريع التنمية
النمط اللوجستي الذي رصده التحقيق يكشف عن منظومة متكاملة، مقلع مفتوح، معدات ثقيلة، معسكرات ميدانية، وطريق خاص يؤدي إلى مدرج طويل في منطقة شبه خالية. هذا النموذج، الذي سبق توثيقه في حضرموت والسودان، يعكس نمطاً إماراتياً في إدارة الموارد بعيداً عن أي إشراف محلي.
الطريق الجديد بين جبل النار ومدرج ذُباب يشير إلى وجود ممر مغلق، ما يرجح نقل الخامات عبر طائرات شحن إلى وجهات خارجية دون أي رقابة رسمية.
ثروات نادرة تحت الأرض.. والجرمانيوم في الصدارة
المعطيات الجيولوجية تدعم هذه النتائج، إذ تقع المنطقة ضمن نطاق بركاني غني برواسب الكبريتيد والزنك، مع احتمالية عالية لوجود عناصر نادرة مثل الغاليوم والإنديوم والجرمانيوم، الذي تصل قيمته في الأسواق العالمية إلى نحو 6000 دولار للكيلوغرام الواحد.
اتساع الحفر وتغير المعالم خلال عامين فقط
الصور الفضائية أظهرت اتساع الحفر وأكوام الركام بشكل متسارع خلال العامين الماضيين، ما يعكس حجم المواد المنقولة والتغير الكبير في معالم الجبل، في وقت لم تسجل فيه أي مشاريع تنموية حقيقية في المنطقة.
مشاريع واجهة.. وواقع من النهب
التحقيق يؤكد أن هذه الأنشطة لا ترتبط بأي مشاريع تنموية محلية، بل تمثل عمليات منظمة ذات قيمة اقتصادية ضخمة، في ظل غياب استفادة السكان المحليين الذين لم ينالوا سوى مشاريع شكلية.
النشاط الإماراتي في المنطقة يشكل تحدياً مباشراً للسيادة اليمنية، نظراً لارتباطه بقوات موالية لعضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، توفر غطاءً عسكرياً واقتصادياً مزدوجاً في باب المندب.
شهادات من قلب الحدث
التحقيق أورد شهادات محلية وثقت حركة شاحنات ضخمة محروسة ليلاً ونهاراً تسلك الطريق الجديد بين الجبل والمدرج.
أحد الأهالي قال: كان الجبل أسود وصخرياً، لكنه خلال أشهر أصبح مليئاً بالحفر والركام الأبيض، والشاحنات لا تتوقف.
فيما أضاف آخر: الطائرات التي تصل إلى ذُباب لا تنقل ركاباً مدنيين، بل تأتي محملة بأكياس مجهولة تتحرك مباشرة نحو الجبل.
الغطاء المدني.. خدعة مكشوفة
ناشط محلي أكد أن المعدات الموجودة ليست مخصصة لمشاريع مدنية، بل لحفارات وسيور ضخمة تستخدم في التعدين.
بينما عبر أحد سكان الساحل الغربي عن استيائه قائلاً: نُخدع بمدرسة أو طريق صغير، بينما تُنهب ثروتنا أمام أعيننا، ما يحدث ليس تنمية، بل سطو على مستقبل أبنائنا.
التحقيق خلص إلى أن هذه الأنشطة لا علاقة لها بالتنمية المحلية، بل ترتبط بمصالح اقتصادية إماراتية ضخمة تتجاوز قدرات وإمكانيات السكان.
واعتبر أن سيطرة قوات عضو المجلس الرئاسي طارق صالح على المنطقة تمنح غطاءً مزدوجاً للنشاط الإماراتي، ما يجعل نهب الثروات في باب المندب تحدياً مباشراً للسيادة اليمنية.