اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

ميدل إيست آي: نفوذ حكومة عدن يتراجع والحوثيون يرسخون حضورهم الإقليمي

اليمن الجديد نيوز| تقارير|

كشف تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمتمركزة في العاصمة المؤقتة عدن، تعيش مرحلة أفول سياسي متسارع، في ظل الانقسامات الداخلية الحادة داخل صفوفها، مقابل صعود متنامٍ لنفوذ جماعة الحوثيين (أنصار الله) شمال البلاد.

وأشار التقرير، إلى أن حكومة عدن تفقد حضورها السياسي تدريجياً مع تزايد الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي، بينما خرج الحوثيون من الحرب الإسرائيلية على غزة أقوى وأكثر رسوخاً على المستويين العسكري والإقليمي.

ووفق التقرير، فإن الهجمات الصامدة التي نفذها الحوثيون (أنصار الله) على مدى عامين ضد إسرائيل والملاحة الدولية، أسهمت في انتقالهم من مجرد جماعة متمردة إلى فاعل إقليمي رئيسي، يفرض نفسه في معادلات المنطقة، ويتعامل اليوم مباشرة مع المملكة العربية السعودية بعد سنوات من المواجهة العسكرية.

(صمود الحوثي يغير معادلات السرد الإقليمي)

يرى محللون أن صمود الحوثيين (أنصار الله) في مواجهة إسرائيل، وفي عملياتهم ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر، منح الجماعة ما وصفوه بـ”نصر سردي” داخل اليمن وخارجه.

وقال أندرياس كريغ، الباحث في كلية كينغز كوليدج بلندن، إن الحوثيين (أنصار الله) أظهروا أداءً عسكرياً متماسكاً بالنسبة لجهة غير حكومية، مشيراً إلى أن حملتهم ضد الملاحة الدولية أجبرت السفن الكبرى على تغيير مساراتها إلى طريق أطول عبر رأس الرجاء الصالح، ما أحدث أثراً اقتصادياً عالمياً.

وأضاف كريغ أن الجماعة تمكنت من تجاوز الردود الانتقامية الإسرائيلية، واستطاعت الحفاظ على وتيرة هجماتها، مستفيدة من شبكة قبلية وأمنية واقتصادية متداخلة تجعلها أكثر مرونة وقدرة على الصمود رغم الخسائر.

ويرى أن الحوثيين (أنصار الله) انتقلوا من التمرد اليمني إلى طرف عربي رئيسي في محور المقاومة، ينفذ ضربات روتينية داخل إسرائيل، ما أكسبهم وزناً رمزياً.

(الشرعية عنوان بلا مضمون)

وفي المقابل، وصف كريغ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بأنها “حبر على ورق”، موضحاً أن المجلس الرئاسي الحاكم في عدن يعاني تشرذماً داخلياً وضعفاً في تقديم الخدمات، فيما تتفاقم الأزمات الاقتصادية نتيجة توقف صادرات النفط ومنع الحوثيين تصديرها.

وقالت الباحثة إليونورا أرديماغني، إن الحرب منحت الحوثيين (أنصار الله) فرصة لتوسيع قاعدة دعمهم الداخلي، مشيرة إلى أن حظر تصدير النفط أدى إلى تراجع حاد في الإيرادات الحكومية وتفاقم الانقسامات السياسية في الجنوب.

وأضافت أن انتهاء الحرب في غزة يفتح تساؤلات حول استراتيجية الحوثيين (أنصار الله) المقبلة، وما إذا كانوا سيحاولون توسيع نفوذهم الإقليمي في مرحلة ما بعد التوترات.

(إسرائيل عاجزة عن إلحاق الضرر بالحوثيين)

من جانبه، قال المحلل اللبناني علي رزق، إن الحوثيين (أنصار الله) استطاعوا فرض معادلة ردع جديدة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، موضحاً أن الأمريكيين تراجعوا بعد تدخلهم العسكري في اليمن، وأن إسرائيل تفتقر إلى المعلومات الاستخباراتية الكافية لتنفيذ ضربات مؤثرة ضد الجماعة.

وأضاف رزق أن اليمن يمثل ساحة مختلفة كلياً عن لبنان، مؤكداً أن بعد المسافة وصعوبة البيئة الجغرافية يمنح الحوثيين قدرة أكبر على الاستمرار في الهجمات دون دفع ثمن باهظ، على عكس حزب الله.

ويرى رزق أن التحول الإقليمي الأخير جعل إسرائيل تُصنف الحوثيين كعدو رئيسي بدلاً من إيران، مضيفاً أن ما حدث في قطر مؤخراً – من استهداف إسرائيلي لمسؤولي حماس – يدعم سردية الحوثيين (أنصار الله) القائلة إن الأمريكيين والإسرائيليين وجهان لعملة واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى