اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

ليلة الغاز والركل… شهادة “غريتا” التي كشفت وجه “تل أبيب” للغرب

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

لم تكن غريتا تونبرغ، تتوقع أن رحلتها إلى شرق المتوسط، للمشاركة في “أسطول الصمود العالمي” بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة، ستتحول إلى واحدة من أكثر التجارب قسوة في حياتها.

الناشطة السويدية التي اعتادت التظاهر من أجل البيئة وجدت نفسها فجأة خلف القضبان، تواجه معاملة وصفتها بأنها “مهينة وغير إنسانية” على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

تقول غريتا في روايتها التي أثارت ضجة واسعة على المنصات الحقوقية:
ضربوني وركلوني عدة مرات، لم يكن الأمر مجرد اعتقال، كان إذلالاً متعمداً لأننا أردنا إيصال الدواء والغذاء لأطفال غزة.

تروي غريتا أن الحراس الإسرائيليين لم يكتفوا بالعنف الجسدي، بل عمدوا إلى تدمير ممتلكاتها وكتابة عبارات مهينة على أمتعتها، بينها ألفاظ بذيئة ورسوم تحمل رموزاً دينية. تضيف بأسى:
كانوا يريدون أن نخاف، أن نصمت، لكني كنت أفكر بالأمهات اللواتي ينتظرننا في غزة.

في تفاصيل أخرى، كشفت الناشطة أن السلطات الإسرائيلية صادرت أدوية ومستلزمات طبية تخص متطوعين آخرين وألقتها بعيداً، ما تسبب في معاناة بعضهم من أمراض مزمنة دون علاج.

تقول: منعونا من الماء والطعام والنوم، كانوا يريدون كسر إرادتنا قبل أن نصل إلى غزة.

الأخطر – كما توضح تونبرغ – كان التهديد بالغاز، فخلال إحدى الليالي، اقتحم الحراس الزنازين وهم يصرخون: سنسممكم بالغاز إن لم تتوقفوا عن الصراخ، تصف اللحظة بأنها كانت مرعبة وصادمة، خاصة أن بيننا كبار سن ونساء.

خلف تلك الجدران، لم تكن غريتا وحدها، كان معها متطوعون من 17 دولة، جاءوا حاملين رسالة إنسانية واحدة: إنهاء الحصار عن غزة. لكنهم خرجوا، كما تقول، “بفهم أعمق لمعنى الاحتلال والعنف الممنهج”.

اليوم، وبعد الإفراج عنها، تعود تونبرغ للحديث لا كناشطة بيئية فحسب، بل كشاهدة على انتهاكات حقوق الإنسان، تقول في ختام حديثها:

غزة لم تكن فقط عنواناً للمعاناة، بل صارت مرآة تكشف ما يخفيه العالم خلف شعارات الحرية والديمقراطية.

وتضيف أن تجربتها ستدفعها للمطالبة بتحقيق دولي في معاملة النشطاء الدوليين في السجون الإسرائيلية، مؤكدة أن “صوت الضحايا يجب ألا يُدفن خلف الجدران”.

هذه هي غريتا تونبرغ، ناشطة عالمية تعرفها العدسات والمنابر، وقد وجدت في ساعات قليلة جزء من ما يقاسيه الفلسطيني الأعزل كل يوم خلف القضبان.

فكيف بمن لا صوت له ولا منبر؟ كم من سجين فلسطيني ذاق ما هو أفظع، وكم من إنسان حُرم من اسمه وذاكرته ودوائه في زنازين الاحتلال الإسرائيلي، بعيداً عن عيون العالم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى