صوت الانهيار يعلو.. من تل أبيب إلى وول ستريت

اليمن الجديد نيوز | متابعات |
أفادت صحيفة هآرتس العبرية، الاثنين، أن إسرائيل استنفدت آخر أوراق الردع لديها دون أن تحقق نتائج ملموسة، مؤكدة أن الاقتصاد الإسرائيلي يدفع ثمن مغامرة نتنياهو مع إيران، في ظل غياب أهداف استراتيجية واضحة، وأن التداعيات الاقتصادية للحرب تتكشف يوماً بعد يوم، مع زيادة اليقين بعدم جدواها العسكرية.
ووفقاً لتحليل نشرته الصحيفة، فإن إسرائيل استنفدت أوراق ردعها الأخيرة دون تحقيق مكاسب تذكر، ما يضع اقتصادها تحت ضغوط هائلة، من بينها تآكل الثقة في السوق الإسرائيلية، وارتفاع تكاليف الحرب، وانكشافها الكامل أمام المجتمع الدولي والمانحين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
وأكدت الصحيفة أن التقديرات الأولية تشير إلى أن العمليات العسكرية قد تكلف إسرائيل مليارات الشواكل، وسط حاجة ماسة إلى حزم مساعدات أمريكية لتمويل الحرب، إلا أن الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترمب تحاول النأي بنفسها عن دعم الحرب بشكل مباشر، خشية ردة فعل القاعدة الشعبية الرافضة للتدخلات الخارجية.
هذا التراجع في الدعم، بحسب الصحيفة، يفتح الباب أمام أزمة تمويل وشيكة في إسرائيل، خاصة مع تصاعد عجز الموازنة وارتفاع مخاطر الإقراض السيادي.
وأشارت هآرتس إلى أن البورصة الإسرائيلية بدأت تشهد تقلبات حادة، وتراجعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خصوصاً في قطاعات البنية التحتية والتكنولوجيا والدفاع، التي شكلت لسنوات العمود الفقري لاقتصاد الابتكار الإسرائيلي.
ويعزو خبراء ماليون هذا الانسحاب إلى انعدام اليقين الاستراتيجي، وإدراك المستثمرين أن “الانتصار” العسكري غير وارد، ما يجعل الاستثمار في إسرائيل مجازفة غير محسوبة.
كما أكدت الصحيفة أن مؤشرات الثقة المحلية تُظهر بوضوح تنامياً في مشاعر الإحباط لدى المواطنين، الذين باتوا يشعرون أنهم يدفعون ضريبة الدم والمال لحرب لا تبدو لها نهاية قريبة.
وأوضحت أن العمليات العسكرية فاقمت هشاشة الداخل الإسرائيلي سياسياً واقتصادياً، في وقت تبدو فيه طهران أكثر تماسكاً على الصعيد الاستراتيجي مما كانت عليه قبل الضربات.
وتأتي هذه التداعيات الاقتصادية في وقت لا تزال فيه إسرائيل تتكبد خسائر متزايدة، كانت صنعاء قد مهدت لها عبر استهداف مراكز حيوية ومنشآت عسكرية واقتصادية خلال جولات التصعيد السابقة، وهو ما أسهم في تعميق حالة الشلل لدى السوق الإسرائيلية، ورفع كلفة الحرب على المديين القصير والمتوسط.