اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

مفاجأة صادمة .. أنظمة عربية توقع “وثيقة براءة” لإسرائيل

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

بينما يتحرك العالم ـ ولو ببطء ـ نحو اتخاذ مواقف أكثر وضوحاً ضد العدوان على غزة، تبرز مفارقات صادمة في موقف عدد من الدول العربية التي فضلت، بحسب تقارير إسرائيلية، توجيه ضغوطها نحو الضحية بدلًا من الجلاد.

فقد كشفت قناة “كان” العبرية خلال الساعات الماضية، أن السعودية وقطر والأردن ومصر قدموا وثيقة رسمية تطالب بنزع سلاح حركة حماس، في الوقت الذي ما تزال فيه آلة الحرب الإسرائيلية تحصد أرواح المدنيين بلا توقف.

هذه الخطوة التي تأتي تحت عنوان وقف الحرب، تبدو أقرب إلى الانحياز إلى الرواية الإسرائيلية منها إلى الحرص على حقن الدماء.

يفترض أن ينصب التركيز العربي اليوم على وقف الحرب وإنقاذ مئات الآلاف من الأطفال والنساء في غزة، لا على تصفية الحسابات أو تقديم شروط سياسية لا تتناسب مع حجم المأساة.

فالموقف الإنساني والأخلاقي ـ قبل السياسي ـ يتطلب الدفع الفوري نحو وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وتأمين الغذاء والدواء للمحاصرين، بدلاً من تحميل الضحية أعباء إضافية وسط بحر من الدم.

في المقابل، تظهر دول من خارج الإقليم قدراً لافتاً من المبادرة الأخلاقية والسياسية.

فقد أعلنت حكومة سلوفينيا أنها أول دولة أوروبية تحظر استيراد وتصدير ونقل الأسلحة من وإلى “إسرائيل”، مؤكدة أنها ستتصرف بشكل مستقل إن لم يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات ملموسة.

وصرحت وزيرة خارجيتها أن بلادها قطعت علاقاتها مع تل أبيب وعلّقت أي تعاون عسكري، داعية بقية الدول إلى خطوات مشابهة.

أما الموقف الأكثر جرأة فجاء من أمريكا اللاتينية، حيث قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو: كولومبيا لن تكون متواطئة في الإبادة الجماعية.

وأصدر أمراً رئاسياً باعتراض أي سفينة تحمل الفحم متجهة إلى إسرائيل، ملوحاً بتغيير عقد امتياز شركة التعدين “جلينكور” إذا لم توقف تصدير الفحم لدولة الاحتلال.

وأضاف بيترو: لن يتم إرسال طن واحد من الفحم إلى إسرائيل، وأنا أتحمل المسؤولية.

هذا التباين الحاد في المواقف يعكس حقيقة محرجة، بينما تبادر بعض الحكومات البعيدة جغرافياً لتحمل كلفة سياسية واقتصادية دفاعاً عن المبادئ، تتردد أنظمة عربية في مجرد إدانة صريحة للمجزرة، أو تتبنى سردية الجلاد على حساب الضحية.. في ميزان الدم والكرامة، المواقف تسجل، والتاريخ لا ينسى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى