اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

أجساد صغيرة بلا أطراف.. وصرخات صامتة بانتظار الحياة

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

يقف آلاف الأطفال في قلب غزة المثقلة بالجراح،
أمام اختبار قاسي يفوق أعمارهم.

لا يتشبثون بالألعاب أو المدرسة كغيرهم حول العالم، بل بأمل صغير في الحصول على طرف صناعي يعيد لهم القدرة على الوقوف من جديد.

مدير عام مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، أكد أن القطاع يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة في ملف إصابات البتر، موضحاً أن نحو 5,000 مبتور في غزة، من بينهم 2,000 طفل، ينتظرون أطرافاً صناعية بصورة عاجلة.

ويقول أبو سلمية إن هذه الأرقام لا تمثل مجرد إحصاءات طبية، بل قصص وجعٍ ومعاناة، تزداد حدتها مع غياب الإمكانات الطبية في ظل الحصار المستمر.

ويضيف: لا توجد أطراف صناعية في القطاع، والأدوات اللازمة لصناعتها غير متوفرة، ما يجعل قدرة هؤلاء الأطفال على استعادة حياتهم الطبيعية شبه مستحيلة.

“تشوهات خلقية ومصير غامض”

وتعكس المؤشرات الطبية ارتفاعاً ملحوظاً في حالات التشوهات الخلقية بين حديثي الولادة، وهو ما يربطه الأطباء باستخدام أسلحة محرمة دولياً وبتدهور الأوضاع الصحية والغذائية في القطاع، حيث تعاني آلاف الأسر من الجوع وسوء التغذية.

“خطر يتجاوز الجسد”

تأخر توفير الأطراف الصناعية لا يعني فقط إعاقة دائمة، بل تهديداً للحياة في بعض الحالات نتيجة المضاعفات الطبية، كما يوضح أبو سلمية ويؤكد أن التأخر في التركيبات قد يؤدي إلى التهابات خطيرة، ضعف العضلات، وتدهور الحالة الصحية العامة للمصابين.

غير أن الألم الأكبر يبقى نفسياً، فأطفال غزة الذين فقدوا أطرافهم لا يواجهون فقط الألم الجسدي، بل صدمة نفسية عميقة قد تلازمهم مدى الحياة.

يقول مختصون إن كثيراً من الأطفال المبتورين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، واكتئاب، وانعزال اجتماعي، في ظل انعدام بيئة نفسية وعلاجية متخصصة.

“صرخة إنسانية”

وسط هذا الواقع القاتم، يوجه القطاع الطبي في غزة نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتوفير ما يلزم من معدات وأطراف صناعية، وتسهيل نقل المرضى إلى مراكز متخصصة خارج القطاع.

مع غياب الدعم الطبي، يتحول مستقبل آلاف الأطفال إلى معركة يومية مع الألم، بانتظار يد تمتد إليهم بالحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى