غير معقول.. طلب سعودي وقطري مشترك من صنعاء!

اليمن الجديد نيوز| تقارير|
تبدو المنطقة على أعتاب تحول استراتيجي جديد، فاليمن ـ بحسب تقرير حديث لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ـ أصبح رقماً صعباً في معادلات البحر الأحمر بعد أن رفضت صنعاء سلسلة تحركات عربية ودولية هدفت إلى ثنيها عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل ووقف عملياتها الجوية الداعمة لغزة.
وقالت الصحيفة إن اتصالات جرت خلال العامين الماضيين، بمشاركة مسؤولين من قطر ومصر والسعودية، لمحاولة إقناع قيادات صنعاء بإنهاء عملياتها ضد إسرائيل، إلا أن الرد كان ثابتاً: لن تكون هناك تهدئة إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسية الأممية السابقة “أبريل لونغلي آلي” قولها إن موقف صنعاء عقائدي وسياسي في آن واحد، ينبع من قناعة راسخة بوجوب نصرة فلسطين وعدم السماح لإسرائيل بالتمدد، مؤكدة أن هذا الثبات يجعل من صنعاء قوة يصعب تجاوزها في معادلات المنطقة.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن هذه الجهود تمت بتنسيق مباشر مع واشنطن التي تعمل، بحسب تعبير البيت الأبيض، على “تأمين الممرات البحرية وإضعاف قدرات الحوثيين”، في إشارة إلى تأثير عمليات صنعاء البحرية على حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأضاف التقرير أن القاهرة استضافت قيادات يمنية عدة مرات لطرح مبادرات تهدئة، لكنها قوبلت برفض واضح من صنعاء التي أكدت أن عملياتها مستمرة ما لم تتوقف “جرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة”.
وذكرت الصحيفة أن صنعاء بعثت برسائل تحذير إلى عدد من الدول العربية والغربية من مغبة المشاركة في أي عمل عسكري أو استخباري إلى جانب إسرائيل، معتبرة أن هذه التحذيرات جزء من سياسة ردع جديدة فرضت واقعاً مغايراً في البحر الأحمر.
كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين اعترافهم بأن صنعاء تمثل “تحدياً استخبارياً كبيراً”، وأن تحوّلها من موقع الهامش إلى مركز الفعل أربك حسابات تل أبيب والعواصم الغربية.
وبحسب الصحيفة، ينظر اليوم إلى قائد أنصار الله، عبد الملك الحوثي، كأحد أبرز القادة العرب والإسلاميين المدافعين عن فلسطين، مع انتشار صورته في تظاهرات داعمة لغزة في إسطنبول وطهران وتونس وعدد من العواصم الغربية.

ويؤكد محللون أن صنعاء باتت تمتلك أدوات ضغط مؤثرة في معادلات الأمن الإقليمي، بعد أن فرضت عبر عملياتها البحرية قيوداً غير مسبوقة على حركة النقل التجاري والعسكري الإسرائيلي، ما عزز من مكانتها كقوة إقليمية مستقلة القرار.
ويختتم التقرير بالتأكيد أن ثبات الموقف اليمني في مواجهة الضغوط والإغراءات الدبلوماسية عزز صورتها كقوة مبدئية تتحرك وفق مشروع تحرري، لا وفق تفاهمات مؤقتة، الأمر الذي جعلها رقماً أساسياً في محور دعم المقاومة الفلسطينية وفي ترتيبات الأمن الإقليمي المقبلة.



