ثروة هائلة.. خريطة مناجم يجهلها اليمنيون

اليمن الجديد نيوز | تقارير|
اعترفت تقارير أمريكية متخصصة بوجود ثروة معدنية هائلة في اليمن، تعد من بين الأكبر في المنطقة.
وكشف تقرير دولي حديث، صدر الثلاثاء، عن خريطة المعادن في اليمن، مسلطاً الضوء على إمكانات ضخمة ما تزال بعيدة عن الاستثمار الفعلي رغم ثقلها الاقتصادي المحتمل.
التقرير الذي نشرته منصة الطاقة المتخصصة، ومقرها واشنطن، استعرض أبرز خمسة مناجم غنية بالذهب والمعادن الفلزية والصناعية، موزعة على عدة محافظات يمنية، وخلص إلى أن استمرار الصراع السياسي والأمني يمثل العائق الأكبر أمام تحريك هذا القطاع الحيوي.
ذهب وصخور ومعادن واعدة.. ولكن
أكد التقرير وجود احتياطيات كبيرة من الذهب، الزنك، الفضة، الحديد، والتيتانيوم، إلى جانب معادن صناعية مثل الجبس والملح الصخري والرخام. ولفت إلى أن هذه الثروات توزعت جغرافياً بين محافظات حجة، صنعاء، حضرموت، البيضاء، والحديدة، مشيراً إلى أن التحديات الأمنية وغياب الاستقرار حال دون جذب الاستثمارات وإطلاق عمليات التنقيب والإنتاج.
المنجم الأول: وادي مدن – حضرموت
يعد منجم وادي مدن للذهب في حضرموت، المكتشف عام 1967، من أقدم المناجم المكتشفة في اليمن، ويقع شمال غرب مدينة المكلا.
وتشير التقديرات إلى وجود 678 ألف طن من الصخور الحاوية للذهب بتركيز 15 غرامًا/طن، ما يعادل نحو 10 أطنان من الذهب و6.2 أطنان من الفضة. وشملت الدراسات الاستكشافية أكثر من 14 ألف متر من الحفر وتحليل عشرات الآلاف من العينات.
المنجم الثاني: الحارقة – حجة
منجم الحارقة، في مديرية أفلح الشام بمحافظة حجة، وصف بأنه الأكبر في البلاد، وتعود أولى اكتشافاته إلى عام 1996 عبر شركة “كانتكس” الكندية.
وتقدر هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية احتياطياته بـ31.6 مليون طن من الصخور، بتركيز ذهب يتراوح بين 1 و1.65 غرام/طن، إلا أن المنجم لم يدخل حيز الاستغلال الكامل بسبب التحديات اللوجستية والأمنية.
المنجم الثالث: جبل صلب – صنعاء
منجم جبل صلب، الغني بالزنك والرصاص والفضة، يقع في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، يحتوي على احتياطي يقدر بـ12.6 مليون طن من الخام بتركيز مرتفع نسبياً، ويتميز بتعقيد جيولوجي يتطلب تقنيات متقدمة، تعمل فيه شركات بريطانية وأمريكية ويمنية بإنتاج سنوي يصل إلى 80 ألف طن، مع إمكانية استخدام تقنيات الغسل الكيميائي الحديثة.
المنجم الرابع: مكيراس والبيضاء – الحديد والتيتانيوم
تشير البيانات إلى أن محافظة البيضاء، وتحديداً مديرية مكيراس، تحتوي على 130 مليون طن من خام الحديد و46 مليون طن من أكسيد التيتانيوم، إلى جانب مواقع أخرى بتركيزات عالية، وتقع هذه الخامات ضمن تكوينات بركانية، ما يجعلها ملائمة للتعدين الصناعي في حال توفر البنية التحتية والتقنية.
المنجم الخامس: الخشم الأحمر – البيضاء
يصنف منجم الخشم الأحمر ضمن أبرز المواقع الحاوية لخامات الفضة، حيث توجد الرواسب في الصخور الجيرية والدولوميتية، رغم أهمية الموقع، ما زال بحاجة إلى مزيد من الدراسات والتطوير ليستغل بالشكل الأمثل.
معادن صناعية واعدة
إضافة إلى المناجم الخمسة، أشار التقرير إلى ثروات صناعية تشمل الجبس (باحتياطي يتجاوز 12 مليون طن في حضرموت والمهرة)، والملح الصخري (337 مليون متر مكعب في الحديدة)، والرخام (900 مليار متر مكعب)، والغرانيت (316 مليون متر مكعب)، إضافة إلى الدولوميت والإسكوريا.
تحديات مزمنة وفرص قائمة
رغم الإمكانات الواعدة، أكد التقرير أن قطاع التعدين اليمني ما يزال يعاني من غياب الاستثمارات الفاعلة وضعف البنية التحتية، فضلاً عن الظروف الأمنية غير المستقرة، مما يجعل هذا القطاع فرصة اقتصادية نائمة تنتظر التفعيل، سواء عبر الشراكات الأجنبية أو الوطنية، في حال توفر بيئة آمنة واستقرار حكومي وتشريعي.
تقديرات ضخمة لاحتياطيات اليمن المعدنية
وفقاً للدراسات الجيولوجية المستندة إلى عقود من البحث والاستكشاف، يمتلك اليمن ثروة معدنية ضخمة ومتنوعة، تتوزع على عدد من المعادن الفلزية والصناعية، وتشير التقديرات إلى احتياطي يبلغ نحو 31.6 مليون طن من الذهب، إلى جانب 12.6 مليون طن من خامات الزنك والرصاص والفضة.
كما تقدر احتياطيات اليمن من النحاس والكوبالت والبلاتينيوم بحوالي 40 مليون طن، إضافة إلى نحو 190 مليون طن من الحديد والتيتانيوم.
أما بالنسبة للمعادن الصناعية، فتشير البيانات إلى توفر نحو 13.5 مليار متر مكعب من الحجر الجيري والدولوميت، و365 مليون متر مكعب من الملح الصخري، إلى جانب 327 مليون طن من الجبس، ما يجعل هذه الموارد ركيزة اقتصادية محتملة لمستقبل البلاد في حال تهيئة الظروف المناسبة للاستثمار.