اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

إعلان رسمي عن إنهاء النفوذ الغربي في البحر الأحمر

اليمن الجديد نيوز | تقارير | خاص |

تتزايد المؤشرات على تصاعد نفوذ قوات صنعاء في البحر الأحمر، إذ سمحت الأخيرة بمرور حاملة الطائرات البريطانية “إتش إم إس برنس أوف ويلز” بعد تلقيها تعهداً رسمياً بعدم تنفيذ أي عمليات قتالية خلال عبورها.

ولم يأتي هذا السماح في سياق اعتيادي، بل كمؤشر واضح على أن المرور العسكري في هذا الممر الحيوي بات يتطلب موافقة فعلية من صنعاء، التي أظهرت قدرتها على فرض شروطها على القوى الدولية.

ويأتي هذا التطور في أعقاب فشل الهجمات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة ضد مواقع حيوية في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، ما دفع واشنطن إلى سحب حاملة طائراتها من البحر الأحمر، في خطوة اعتبرها مراقبون تراجعاً استراتيجياً من “الهجوم إلى الاحتواء”، بعد أن أثبتت صنعاء صمودها وفعالية ردها، وتحولها من فاعل محلي إلى قوة إقليمية ذات تأثير مباشر في حركة الملاحة والأمن البحري الدولي.

تحوّل نوعي في موقع صنعاء الإقليمي

بحسب عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، فإن مرور الحاملة البريطانية تم بعد طلب رسمي وتعهد بعدم تنفيذ أي عمليات قتالية.

هذا الإعلان يكشف عن تحول قوات صنعاء إلى جهة إقليمية يؤخذ إذنها لعبور ممرات بحرية دولية، ويعني ضمنياً اعترافاً بقوة الأمر الواقع التي فرضتها على ضفتي البحر الأحمر في سابقة لم يشهدها اليمن طيلة العهود والأنظمة السابقة.

وأكد الحوثي أن السماح بالمرور كان مشروطاً بعدم تدخل الحاملة في العمليات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث شددت صنعاء على أن أي توجه عدواني لاعتراض القوات اليمنية الداعمة لغزة، سيقابل بالرد.

واشنطن تغادر والساحة تعاد رسمها

تزامن دخول الحاملة البريطانية مع انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من البحر الأحمر، في أعقاب الهجوم الفاشل على ميناء رأس عيسى ومواقع أخرى، وما سببه من تداعيات حقوقية وسياسية شديدة الحساسية.

ويرى مراقبون أن هذا الانسحاب لا يعكس فقط فشلاً عملياتياً، بل يعبر عن مأزق استراتيجي تعيشه واشنطن في التعامل مع ظاهرة “الحوثيين الجدد” الذين تجاوزوا كونهم جماعة محلية، ليصبحوا فاعلاً إقليمياً يفرض الشروط ويرسم حدود السلوك العسكري الدولي في منطقة البحر الأحمر.

مجلة ناشيونال إنترست: الحاملة البريطانية لا دور قتالي لها

مجلة National Interest الأمريكية، أكدت أن الحاملة البريطانية دخلت ضمن عملية “هايماست” التي تقودها المملكة المتحدة بهدف تعزيز الشراكات الإقليمية، وليس لتنفيذ مهام قتالية. وبحسب المجلة، فإن المهمة تمتد لثمانية أشهر تشمل مناورات مع حلفاء في المحيطين الهندي والهادئ، مشددة على أن مرورها في البحر الأحمر لا يشمل أي مشاركة في نزاعات مسلحة.

منطقة محكومة بالمعادلات الجديدة

الرسالة الأهم، وفق محللين عسكريين، أن ما كان يعد في السابق “منطقة نفوذ غربية خالصة” أصبح الآن محكوماً بمعادلات جديدة، قوات صنعاء تمتلك القوة والقرار، وأي عبور أو تحرك يجب أن يتم بموافقتها الضمنية أو العلنية.

هذا التحول النوعي قد يعيد تشكيل قواعد الاشتباك في المنطقة، ويضع الفاعلين الدوليين أمام واقع جديد يفرض التعامل مع صنعاء ليس كـ”مهدد أمني”، بل كلاعب سياسي وعسكري محوري في معادلة الأمن الإقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى