طارق صالح ينتظر الإشارة.. والحوثيون يواصلون القصف

اليمن الجديد نيوز | تقارير | خاص
وسط مشهد سياسي لا تخطئه العين، أثار تصريح العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، موجة جدل واسع، بعدما بدا في كلمته الأخيرة وكأنه يضع مستقبل الحرب والسلم في اليمن بيد قوى خارجية.
وقال طارق، في لقائه بعدد من الإعلاميين في الساحل الغربي: إذا كانت هناك حرب سنخوضها، وإذا لم تكن هناك حرب نعود لرصف الطرق.
تصريح أثار استغراباً لدى متابعين للمشهد اليمني، لا سيما في توقيته، حيث تشهد الجبهات حالة ترقب لتطورات إقليمية كبرى.
وقد اعتبر حديثه تلميحاً صريحاً بأن قرار الحرب أو السلم ليس بيده، بل مرتبط بما تقرره القوى الإقليمية والدولية، في إشارة ضمنية إلى الدور الإماراتي الذي يشمل دعم طارق عسكرياً ومالياً، وتحريك قواته ضمن أولويات تتجاوز الشأن اليمني.
تبعية بلا غطاء سياسي
تصريحات طارق التي بدت أقرب إلى خطاب تبريري، وضعت علامات استفهام حول دور مجلس القيادة الرئاسي ككل، ومدى امتلاكه لقرار مستقل في بلد تتقاسم فيه الفصائل المسلحة والجهات الخارجية النفوذ السياسي والعسكري.
يرى محللون أن المجلس، بتكوينه الهش وتعدد ولاءاته، لم يثبت بعد أنه يتحدث باسم “الشرعية” أو يمثل سلطة ذات سيادة، بقدر ما يعكس مصالح داعميه في الرياض وأبوظبي.
وفي هذا السياق، يبرز موقع طارق كمثال صريح على الفصائل التي وُضعت في الواجهة، بينما القرار الحقيقي يصدر من غرف العمليات الإقليمية، وهو ما يجعل تصريحاته الأخيرة انعكاساً لحقيقة أكثر عمقاً، لا حرب تشن دون ضوء أخضر خارجي، ولا سلم يُبنى من الداخل.
على النقيض: صنعاء تصوغ المعادلات
في المقابل، تكشف التطورات الأخيرة عن فارق واضح في امتلاك زمام القرار لدى الطرف الآخر. فـ الحوثيون(أنصار الله)، الذين يتخذون من صنعاء مركزاً لقيادتهم السياسية والعسكرية، يخوضون مواجهات إقليمية – بما في ذلك استهداف إسرائيل بصواريخ باليستية – دون انتظار موافقة أي طرف خارجي.
هذا الاستقلال في القرار أقر به حتى خصومهم، بما في ذلك مراكز بحث أمريكية وإسرائيلية أشارت إلى أن هجمات الطائرات المسيرة التي انطلقت من اليمن نحو العمق الإسرائيلي لم تكن منسقة مع طهران، بل جاءت في إطار استراتيجية مستقلة، تنبع من حسابات خاصة لدى صنعاء.
وتعزز هذا الطرح تصريحات سابقة لمسؤولين غربيين وأمريكيين أقروا بوجود قيادة موحدة في صنعاء تتخذ قراراتها من الداخل، على عكس الحالة المشتتة في مناطق سيطرة “الشرعية”.
سؤال السيادة
السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه هو: من يملك القرار اليمني اليوم؟
هل هو المجلس الرئاسي الذي ينتظر قرارات من الرياض وأبوظبي، أم هو الطرف الذي يطلق الصواريخ من صنعاء باتجاه البحر الأحمر أو فلسطين، دون تنسيق أو استئذان من أحد؟