اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

صناعة الزعيم في مختبرات الموساد.. ما الذي يخطط لإيران؟

اليمن الجديد نيوز| تقارير | خاص |

تظهر التحركات الأخيرة لرضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران، كوجه مكشوف لمخطط إسرائيلي- أمريكي مكرر يستهدف إعادة إيران إلى حظيرة الهيمنة الغربية.

بهلوي الذي لم تطأ قدماه أرض إيران منذ 45 عاماً، ويحمل تاريخاً مثقلاً بعلاقات والده مع جهاز “الموساد” و”السي آي إيه”، خرج مؤخراً معلناً عن “مناقشات دولية لتغيير النظام” في طهران، تحت ذريعة الديمقراطية، لكنه لا يخفي حقيقة كونه أداة مأجورة بيد تل أبيب وواشنطن.

رضا، الذي التقى نتنياهو قبل عامين في القدس ووقف إلى جانب رموز المشروع الصهيوني في مراسم ذكرى الهولوكوست، لا يتحدث بلغة الإيرانيين، ولا يفهم نبضهم، بل يعكس بوضوح حلم تل أبيب بإحياء زمن الشاه، حين كانت إيران شرطي أمريكا في الخليج، وعين إسرائيل في قلب المنطقة.

محاولة فاشلة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء

المشروع الجديد القديم، الذي يربط بين دعوات رضا بهلوي لانشقاق الأجهزة الأمنية الإيرانية، وتصريحات نتنياهو عن “تغيير النظام لا الشعب”، يكشف بوضوح أن هدف إسرائيل ليس مواجهة طهران بقدر ما هو إسقاط بنيتها السيادية المقاومة واستبدالها بنظام مطيع، يعيد سفارتها إلى طهران، ويطبع التاريخ من جديد.

لكن ما تتجاهله واشنطن وتل أبيب، أن إيران اليوم ليست إيران ما قبل 1979، ولا طهران تدار من قصور الشاه، بل من عمق شعبي يقف على أسس إيديولوجية سيادية ودينية نابعة من صراع طويل ضد الاستعمار والهيمنة.

سقوط القناع.. لا طائفية حين يكون الحاكم عميلاً

حين كانت إيران بيد الشاه، لم تكن الطائفية تثير أحداً، لا في الخليج ولا في واشنطن.

كان الشاه محسوباً على المذهب الشيعي، لكنه لم يصنف “خطراً”، لأنه ببساطة كان بوابة للنفوذ الأمريكي والرعاية الإسرائيلية.

أما حين انتفضت طهران ورفعت علم فلسطين فوق سفارة تل أبيب، أصبح الدين شماعة، والمذهب خطراً، وأصبحت الجمهورية الإسلامية “عدواً” ينبغي إسقاطه.

إسرائيل تحلم بالماضي.. والشرق يصوغ المستقبل

ما تسعى إليه إسرائيل اليوم من خلال “بهلويها” الجديد، هو إحياء ماضي لن يعود، في وقت تتغير فيه موازين القوى.

لم يعد القرار الأمريكي مطلقاً، ولا النفوذ الإسرائيلي عصياً على الردع، من غزة إلى صنعاء، ومن جنوب لبنان إلى بغداد، تتبلور ممانعة قاعدية وحكومية لا يمكن نسفها بصفقة أو بيان مشترك بين منفى سياسي وكيان محتل.

التهور سيكلف الجميع.. وبهلوي ليس المستقبل

تصريحات رضا بهلوي عن “ضعف النظام الإيراني” ليست سوى انعكاس لأمنياته الشخصية، وأوهام من يظن أن زيارته لكيان الاحتلال ستحوله إلى زعيم مؤهل لحكم شعب واجه الإمبراطوريات وصمد لعقود أمام الحصار والغزو والإرهاب.

والرهان على هذا المشروع لن يجلب “الديمقراطية” كما يزعم، بل الفوضى، والحرب، وتفكك المنطقة، حيث تتحول الشعوب إلى وقود لصراعات لا تخدم سوى واشنطن وتل أبيب.

الدرس العراقي ما زال حاضراً، والكذبة نفسها تتكرر، والسلاح النووي ذريعة خبيثة لتدمير الدول المقاومة، وليس لحماية أحد.

لكن ما غاب عنهم هو أن الشرق يتغير، ونظام القطب الواحد يتآكل، وصوت الشعوب أعلى من همسات الفنادق الغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى