اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

اقتربت لحظة المفاضلة: هل يسلم الغرب مصير إسرائيل للعرب؟

اليمن الجديد نيوز | تقارير| خاص|

حين قررت إسرائيل توجيه ضربة مفاجئة لإيران، كانت تعتقد أن النظام في طهران سينهار سريعاً، وأن الغرب سيتحرك معها في انسجام كامل لفرض واقع جديد في المنطقة.

غير أن المعادلة انقلبت رأساً على عقب، وأثبتت الوقائع أن طهران ليست هدفاً سهلاً، ولا دولة يمكن دفعها إلى رفع الراية البيضاء بضربات جوية محدودة.

خطأ الحسابات

الاستراتيجية الإسرائيلية بنيت على فرضية خاطئة، أن إيران يمكن أن تنهار كما تنهار أي حركة مقاومة تحت الضغط المباغت.

لكن إيران ليست فصيلاً محاصراً في رقعة جغرافية ضيقة، بل دولة تملك مؤسسات، وعمقاً بشرياً، وتحالفات دولية متينة.

هذه الحقيقة غابت عن صانع القرار الأمريكي والإسرائيلي، الذي لم يدرك أن المواجهة مع طهران تختلف جذرياً عن أي عملية عسكرية خاطفة.

الداخل الإسرائيلي يهتز

بعد أقل من أسبوعين من التصعيد، بدأت تداعيات الضربة ترتدّ بقسوة على الداخل الإسرائيلي.

التقارير العبرية تتحدث عن أكثر من 9,300 مشرد، بينهم 7,000 نقلوا إلى فنادق الطوارئ، فيما تجاوز عدد طلبات التعويض 32,000.

مشهد الهروب الجماعي عاد بقوة، إذ كشفت صحيفة هآرتس أن آلاف الإسرائيليين حجزوا رحلات مغادرة، وتحولت بعض الموانئ، مثل مرسى “هرتسليا”، إلى منافذ لهجرة بحرية صامتة نحو قبرص.

وزيرة النقل الإسرائيلية لجأت إلى منع السفر مؤقتاً خوفاً من تفريغ البلاد من المستوطنين، في مؤشر صريح على حالة الذعر التي تعيشها “الدولة العبرية”.

إيران تصمد.. وإسرائيل تنزف

على الأرض، لم تصل الضربات الإيرانية بعد إلى ذروتها، ومع ذلك تظهر الهوة الكبيرة في قدرة التحمل بين الطرفين.

إيران قادرة على خوض معارك طويلة، بينما تعاني إسرائيل من هشاشة داخلية قد لا تصمد أمام استنزاف يمتد لأسابيع.

أسعار المواد الغذائية والطاقة سجلت ارتفاعات قياسية، والمؤسسات الاقتصادية تحذر من ركود يلوح في الأفق.

وفي المقابل، يظهر النظام الإيراني أكثر تماسكاً، مدعوماً بتحالفات إقليمية نشطة، وشعب يخوض المواجهة من موقع “الدولة لا الفصيل”.

الغرب يعيد الحسابات

الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين اندفعوا وراء تل أبيب، بدأوا يدركون أن إسرائيل دخلت المعركة باندفاع غير محسوب، وربما باتت بحاجة إلى من ينقذها من مأزق صنعته بيدها.

ورغم الخطاب الإعلامي الغربي المروج لـ”الإنجازات”، فإن الوقائع على الأرض تكشف خسائر متراكمة، وضربات متواصلة، وانهياراً تدريجياً في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

توازن عالمي على المحك

ما يجري لا ينذر فقط بمواجهة إقليمية، بل قد يكون مقدمة لتحول تاريخي في موازين القوى العالمية.

إما أن تنجح قوى الغرب في تمديد سيطرتها على المنطقة، أو أن تفرض قوى الشرق المتقدمة نظاماً عالمياً متعدد الأقطاب.

إسرائيل، في هذا السياق، قد تتحول من رأس حربة في الصراعات إلى عبء استراتيجي على داعميها، ما قد يجبر الغرب، عند المفاضلة بين المصالح، على ترك مصيرها لدول المنطقة، والتي ستكون كلمة الفصل فيها للتيار المقاوم لوجود هذا الكيان الذي زُرع في غفلة من التاريخ قبل أكثر من سبعة عقود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى