الاخبار الرئيسيةمقالات

نجت إيران وعلى الآخرين أخذ العبرة

اليمن الجديد نيوز | مقالات| *علي وطفي
إيران لا و لم تستسلم و فشلت الحرب الخدعة الإسرائيلية عليها رغم نجاحها الجزئي بالمقابل ظهرت قدرة الإيرانيين و قادتهم على التحمل و إعادة الامساك بزمام المبادرة و التفافهم حول النظام و البرنامج النووي السلمي الوطني الذي يجسد الكرامة الوطنية و تم إفشال عملية اسقاط النظام الهدف النهائي للعملية الخاطفة و تعدل الميزان إلى ان أصبحت كل المواقع الهامة إقتصاديا واستراتيجيا مع سكان المدن الإسرائيلية تحت رحمة الصواريخ الإيرانية التي تتزايد حيناً و تقل حيناً ، ليس مغالاة بل هي حقيقة بالصورة والصوت خلال 13 يوم من الحرب تبين ذلك ايضا استغاثة نتنياهو بترامب بل و اجبره اخيراً على التورط.

ومع احتمال تُحوّل الصراع مع إسرائيل و الولايات المتحدة إلى طويل الأمد و هو أكثر ما يقلق الكيان و معه ترامب و فريقه الحاكم بعد ان ظهروا للعالم بعد ما حصل من خداع دبلوماسي لطهران و بالتالي لا ثقة في العالم بوعود يقطعوها بعد اليوم ، إضافة لما تعرض و يتعرض له ترامب حالياً من انتقادات لاذعة في الكونغرس الأمريكي و بشكل غير مسبوق اجتمع فيها ديمقراطيين و جمهوريين، مما قد يؤدي إلى تقييد قراراته المستقبلية في رسم وقرارات السياسة الخارجية مع استطلاعات راي تؤكد ان الغالبية العظمى من مؤيديه لم يكن يريدوا حرباً مع إيران.

 إلى أن خرج موقف موسكو الذي جاء واضح و مفاجئ : ” انه تصعيداً خطيراً قد يؤدي إلى تقويض الأمن الإقليمي والعالمي”، أن “خطر تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، الغارق أصلاً في أزمات متعددة، قد ازداد بشكل ملحوظ”.

و إلى أن ضرراً بالغاً قد لحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي و مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية و مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، و بالتالي ” و لابد من مواجهة الولايات المتحدة و إسرائيل بشكل جماعي”.

طالبت روسيا “بوقف العدوان، و بذل الجهود و إعادة الوضع إلى مسار سياسي و دبلوماسي”. تبع ذلك موقف روسي جاي بمساعدة حليفتها إن استمر العدوان عبّر عنها بوضوح فلاديمير بوتين عندمااستقبل الوزير عرقجي في الكرملين و طلب منه نقل “أطيب التمنيات” إلى رئيس الجمهورية الإسلامية مسعود بزشكيان و المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

جاء هذا كله بعد ما سمي تغاضي عن استمرار في الحرب الروسية الاوكرانية وتقدم موسكو يوم بعد كما تعتبر واشنطن ترامب بينما واقع الحال روسيا تتقدم لا تستعجل و لا تتباطئ و هو مايجري منذ ثلاث سنوات تقريباً و بدون تسهيل من احد فواشنطن و الناتو لم و لن يتراجعوا عن دعم كييف إلا في الإعلام و موسكو ليست بغافلة لذلك قررت واشنطن ان موسكو اصبحت مطواعة و لن تجرأ على موقف يعارض واشنطن وكان واضحاً استياء وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من زيارة الوزير عباس عرقجي إلى موسكو و إجراء محادثات بدلاً من الاستسلام لواشنطن و تل ابيب.

وسبق وقف القتال إعلان موسكو دعم روسيا إيران خلال اتصال تم بين وزيري دفاع البلدين و الصين ليست بعيدة عن ذلك بل لتنسيق كامل بينهما و الدليل بعد انتهاء الحرب بيوم وصل وزير الدفاع الإيراني إلى بكين بزيارة مفاجئة و الذي يتواجد فيها وزير الدفاع الروسي.

إذاً هناك خطوات جدية يتم بناءها بعد ما حصل من عدوان سافر على بلد ذي سيادة و يخضع برنامجه النووي لأقسى دراجات المراقبة والمتابعة ولكن بحجة تقرير كاذب من رئيس الوكالة دخلت تل ابيب الى إكمال رسم ملامح شرق اوسطها المشوه على اعتبار انها نجحت جزئيا في لبنان و سورية.

إذاً هل تعلموا اخيرا من درس طهران الطازج ؟

وهل الاتجاه اليوم لتحالف عملي بدأ بالتشكل يضع حداً لكل استباحات واشنطن مع ابنتها المدللة و اذنابها في العالم المتوحش و الثالث؟ لننتظر و نرى في اول اختبار بعد عبور طهران الى بر الامان.

اما عن إحتمال تزويد إيران برؤوس نووية مباشرةً بعد زيارة عرقجي إلى موسكو، هذا الامر ترك كل من إسرائيل والولايات المتحدة في حالة من الذعر وهو ما المح إليه ديميتري مدفيديف نائب رئيس الامن القومي الروسي اي نائب بوتين بشأن إمكانية تزويد بعض الدول بأسلحة نووية وإيران ليست خارج الموضوع، والاهم رفض العديد من الخبراء التعليق التصريح و هو أمر لم نعهده..!

لأن هكذا تصريح ليس في الهواء ،الوضع أخطر مما نتصور ربما.. أو اتى على وقع نية وقرار إيران المحتمل بإنتاج أسلحة نووية و هي خطوة محتملة بالرد على نظرية ترامب “السلام بالقوة” الأمريكي.

 وما خطوة  كل روسيا ، الصين و باكستان تقديم مشروع قرار إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم الأمريكي على إيران و هي دول تمتلك أسلحة نووية و معهم كوريا الشمالية، التي لا تنقصها شجاعة الموقف و التي تتشارك مع إيران بموقف العداء لواشنطن بعد افعال إسرائيل و الولايات المتحدة مع كل منهما منذ اربعة  عقود و اكثر و بيونغ يانغ عندها ما تقدمه لطهران بعد المساهمة في تطوير برنامج إيران النووي في السابق.

 اليوم بعد وقف إطلاق النار خرجت إيران مظلومة و ضحية في نظر المجتمع الدولي، لذلك امتنعت  عن التصعيد الكبير و إغلاق مضيق هرمز رغم التهديد بذلك ، ولو لذلك تبعات قاسية على طهران نفسها في الدرجة الأولى و كم هي اليوم بحاجة المال إعادة الإعمار بعد الدمار وثم تبعات سيئة على الصين مع جميع الدول المعنية بهذه الجغرافية حول المضيق و قد يتحولون إلى رهائن بنظر المجتمع و الرأي العام الدوليين و تصبح إيران مرة اخرى العدو ، رغم إن المستفيد الاول من هكذا خطوة خطيرة هو روسيا، بصفتها أكبر مُورّد للنفط والغاز من هذا الوضع، حيث توقعت وول ستريت ارتفاعً في أسعار النفط إلى 130 دولاراً للبرميل وأكثر في حال إغلاق المضيق.

 من جهة مقابلة هي ورقة ضغط إيرانية على الولايات المتحدة مع الصواريخ الإيرانية التي تسقط على إسرائيل ، لذلك ترامب عبر موسكو و الصين طالب إيران بعدم الاقدام على إغلاق المضيق” ولو قصفت إيران كل القواعد الامريكية من حولها ، لأن ارتفاع أسعار النفط العالمية يسبب أزمة طاقة في الولايات المتحدة و أورربا كما حدث 2022، عندما قفز سعر تنكة البنزين إلى خمسة دولارات في المتوسط ، بعد ما جاء في وكالة فارس  : أن تستعد إيران لحرب مع إسرائيل تستمر ما بين شهرين و ستة أشهر على الأقل ، و أن الضربات على إسرائيل ستكون مدمرة أكثر كلما طالت الحرب، ازداد قوة موقف إيران في العالم بعد نهايتها، و ربما نرى ارتدادات ذلك في المنطقة بعد انكسار حلقة المحور وهو نتيجة منطقية لصمود إيران.

كما ان الجدية التامة في دعمها أجبر واشنطن على إنهاء الحرب و وضع الولايات المتحدة و إسرائيل في الزاوية بعد محاولاتهما إعادة عقارب الساعة الى القطبية الاوحد و فرض شريعة الغاب كمنهج للسياسة العالمية و تأمين المصالح عملاً بمبدأ (الافتراس) هي لاشك مهمة صعبة و لكن لابد منها و يجب ان تسعى إليها جميع الدول ذات السيادة التي تواجه تهديدات مماثلة من الغرب، من اجل إخضاعها.

إذاً على روسيا و الصين أولاً و قبل اي احد آخر الانتباه قبل ان تصل القذائف إلى مدنهم و كانت هناك تجربة استهداف روسيا في الداخل كانت مؤلمة لم يمضي عليه شهر و نصف اما الصين فهي بحاجة لكل من موسكو و طهران في المواجهة القادمة في بحر الصين لا محالة.

*كاتب سوري مقيم في روسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى