تسريب خطير: مشروع نتنياهو يمهد لتفكيك حدود دول عربية

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|
كشفت مواقع إعلامية عبرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يستعد للتوجه إلى واشنطن حاملاً معه ما أسمته “خارطة المستقبل”، وهي خطة توسعية تتضمن ضم مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، إلى جانب مناطق من جنوب لبنان وغرب الأردن.
ووفقاً للتسريبات، فإن الخارطة تتجاوز حدود اتفاقيات أوسلو ووادي عربة وحتى القرار 242، ما يعكس توجهاً إسرائيلياً نحو إعادة ترسيم الجغرافيا السياسية للمنطقة انطلاقاً من التفوق العسكري والدعم الأمريكي غير المشروط.
حرب باردة جديدة
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة، إن صحت، قد تعيد فتح ملفات الحرب الباردة في الشرق الأوسط، وتضع الأردن ولبنان في قلب دائرة التهديد الوجودي، وسط صمت رسمي عربي مطبق، وقلق دولي آخذ في التصاعد.
الحديث عن خريطة توسعية يحملها بنيامين نتنياهو إلى واشنطن تشمل نصف الأردن وجنوب لبنان لا يمكن فصله عن الأدبيات السياسية والاستراتيجية التي تداولتها دوائر صنع القرار في إسرائيل والغرب وأبرزها مخطط برنارد لويس الشهير الذي لم يكن مجرد مستشرق أو باحث أكاديمي بل كان مستشاراً غير معلن لعدد من الساسة الغربيين وصاحب أخطر رؤية لتفكيك الشرق الأوسط عبر إعادة رسم حدوده على أسس طائفية وعرقية بما يضمن أمن إسرائيل وتفوقها الدائم على جيرانها المفككين والضعفاء.
هل يتحقق حلم برنارد لويس؟
خارطة برنارد لويس التي نوقشت داخل مراكز القرار الأمريكية وتبناها البنتاغون في مرحلة مبكرة وتحديداً في العام 1983م لم تكن خيالاً بل مشروعاً متدرجاً يهدف إلى تقسيم العراق وسوريا والسعودية ومصر وإيران والسودان إلى دويلات صغيرة متنازعة تنشغل بحروب أهلية ولا تملك أي قدرة على مقاومة إسرائيل الكبرى التي تصبح القوة الوحيدة المتماسكة في محيط مهترئ ومجزأ.
وهي الخطة التي اعتمدت على إشعال النزاعات الداخلية وتغذية التطرف وخلق بيئات من الفوضى تسهل تنفيذ المخطط تحت غطاء محاربة الإرهاب أو نشر الديمقراطية
في هذا السياق تأتي خريطة نتنياهو التي لا تقتصر على فلسطين التاريخية بل تتجاوزها إلى أراضي أردنية ولبنانية مدفوعة بفكرة أن اللحظة الحالية تمثل ذروة الانهيار العربي وضعف الأنظمة وغياب الردع الحقيقي.
الاستثمار الخطير للصمت العربي
كما أن واشنطن لن تمانع في توسيع المشروع الإسرائيلي ما دام يخدم مصالحها في المنطقة ويمنع ظهور أي قوة عربية أو إسلامية يمكن أن تشكل تهديداً مستقبلياً للنفوذ الأمريكي والغربي.
ما يفعله نتنياهو اليوم هو استثمار سياسي في تآكل الإرادة الرسمية العربية واستنزاف الدول المحيطة وتطويع الإعلام العالمي لصالح الرواية الإسرائيلية التي تصور العدوان على غزة كدفاع عن النفس بينما تغيب بشكل منهجي مشاهد المجازر والدمار والمجازر الجماعية وهو يدرك أن استمرار حالة الصمت الرسمي العربي والتواطؤ غير المباشر من بعض الأنظمة يعطيه الضوء الأخضر للذهاب بعيداً في فرض أمر واقع جديد يرسم حدود إسرائيل بالقوة والتوسع بدلاً من المفاوضات.
لكن وعلى الرغم من هذا الزخم المدعوم من واشنطن وبعض العواصم الأوروبية فإن الشعوب لم تسكت والمقاومة لم تنكسر والمشهد لا يزال مفتوحاً على احتمالات صادمة للمشروع الإسرائيلي فالخرائط التي ترسم فوق الدماء لا تدوم طويلاً والتاريخ يعلمنا أن التوسع بالغطرسة يولد مقاومة شرسة وأن كل مخطط يستبعد إرادة الشعوب مصيره الفشل مهما بدا في لحظة ما قابلاً للتحقق.