اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

تظاهرات أوروبا تشتعل.. هل أصبحت هي قلب العروبة النابض؟

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

بينما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، تخرج العواصم الأوروبية بمشهد مغاير تماماً لمواقف حكوماتها، إذ شهدت عدة مدن أوروبية يوم أمس، تظاهرات حاشدة تندد بالإبادة الجماعية وتطالب بوقف فوري للعدوان، رغم محاولات القمع والاعتقال في بعض الدول.

في العاصمة البريطانية لندن، اعتقلت الشرطة 25 متظاهراً من المشاركين في مسيرة احتجاجية ضد العدوان على غزة، بحجة “الإخلال بالنظام العام”، فيما تداول ناشطون مقاطع صادمة لعناصر الشرطة الألمانية وهي تعتدي بعنف على متضامنين مع القضية الفلسطينية خلال تظاهرة في برلين، ما أثار انتقادات حقوقية واسعة حول استهداف حرية التعبير والتظاهر السلمي.

وفي العاصمة السويدية ستوكهولم، نظم ناشطون وقفة احتجاجية ضخمة رفعوا خلالها شعارات تدعو لوقف “الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي”، مؤكدين على التضامن الإنساني مع المدنيين المحاصرين في القطاع.

أما بروكسل، العاصمة البلجيكية، فقد احتضنت تظاهرة تحت شعار: “من بروكسل إلى غزة.. كلنا مع المقاومة”، رفرفت فيها الأعلام الفلسطينية ورددت فيها الهتافات الرافضة للتواطؤ الدولي وصمت المؤسسات الغربية تجاه ما يحدث في القطاع.

الصمت العربي.. تطبيع بلا ذاكرة

في مقابل الحراك الشعبي الأوروبي، بدا الشارع العربي أكثر هدوءاً، وسط غياب شبه تام للمظاهرات أو التحركات الشعبية الواسعة، ما يعكس حالة من الإحباط الشعبي في ظل انخراط عدد من الأنظمة العربية في مسار التطبيع العلني مع إسرائيل.

ويقول مراقبون إن المفارقة باتت صارخة بين الشعوب التي تتحرك في دول لا علاقة لها تاريخياً بالصراع العربي الإسرائيلي، وبين أنظمة عربية تبرم اتفاقات سلام مع دولة لم تخض معها أي حروب مباشرة، في حين تتخلى عن مسؤوليتها التاريخية والدينية تجاه فلسطين.

وفي هذا السياق، علّق مفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي قائلاً: تهافت بعض الدول للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، مع إقرارها بأنه زائل، هو أمر يدعو للعجب.

وأضاف في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً: التطبيع مع كيان همجي يقتات على أشلاء الأبرياء هو خطأ كبير، ويُعطي العدو مكافأة على تقتيل إخوة الدم والعقيدة.

وأكد الخليلي أن هذا التوجه لا يمثل فقط تفريطاً في الحقوق، بل يعد “سقوطاً أخلاقياً فادحاً يعري أصحابه أمام التاريخ والأمة.

صوت الشارع يعلو.. والخذلان الرسمي يتسع

تدل هذه التظاهرات على أن الوعي الشعبي العالمي لا يزال ينبض في وجه الجرائم، بينما تتورط حكومات في محاولات لفرض روايات سياسية لا تتماشى مع ضمير الناس.

ومع اتساع الهوة بين الشارع والسلطة، تبدو فلسطين اليوم مرآة تعكس عمق الانقسام الأخلاقي بين الشعوب والحكومات، شرقياً وغربياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى