قرار أمريكي مفاجئ: التخلي الكامل عن الملف اليمني

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|
بشكل مفاجئ، قررت الولايات المتحدة إنهاء دورها المباشر في الملف اليمني، بعد سنوات من التدخل العسكري والسياسي الذي أخفق في تحقيق أهدافه المعلنة، وأسهم في تعميق الأزمة الإنسانية، وسط معاناة متواصلة يعيشها ملايين اليمنيين. خطوة وصفها مراقبون بأنها اعتراف رسمي بفشل الاستراتيجية الأمريكية في اليمن.
ووفقاً لتقارير أمريكية، أغلقت إدارة الرئيس دونالد ترامب مكتب المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بشكل نهائي، وأنهت مهام فريقه، وذلك بعد تقليص صلاحياته سابقاً وتعيينه مساعداً في وزارة الخارجية، في مؤشر واضح على تراجع الاهتمام السياسي الأمريكي بهذا الملف.
وتزامن هذا القرار مع رسائل دبلوماسية سربتها واشنطن إلى حلفائها الخليجيين، وعلى رأسهم السعودية، تشير إلى أن الملف اليمني أصبح “شأناً خليجياً” بقرار أمريكي يهدف إلى الحفاظ على المصالح الاستراتيجية من بعيد، دون انخراط مباشر بالرغم من قناعة الأمريكيين بأن اليمن قد تجاوز أصلاً إطار النفوذ الخليجي.
وقبل هذا التحول، كانت الإدارة الأمريكية قد صعّدت عسكرياً في اليمن مطلع العام، عبر حملة جوية وبحرية استمرت قرابة شهرين.
لكنها انتهت بانسحاب حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” من البحر الأحمر، عقب تعرضها لعشرات الهجمات التي أسفرت عن إسقاط طائرتين من طراز F-18، وتدمير عدد كبير من الطائرات المسيّرة من نوع MQ-9، بحسب لتقارير أمنية وإعلامية متقاطعة.
وكانت قد دفعت تطورات الميدان واشنطن إلى اللجوء لوساطة سلطنة عُمان، التي قادت مفاوضات غير معلنة مع حكومة صنعاء، انتهت باتفاق ضمني على وقف إطلاق النار، مقابل تخلي الولايات المتحدة عن حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، والتراجع عن أي تصعيد مباشر ضد قوات صنعاء.
هذا الانسحاب لا يكشف فشلاً عسكرياً فحسب، بل يفضح مأزقاً سياسياً تعيشه واشنطن، في ظل تصاعد الانتقادات الحقوقية لانعكاسات الحرب، وغياب رؤية استراتيجية واضحة لحل النزاع المستمر منذ عقد من الزمن.