انسحاب القرن؟ موسكو تعلن خلو البحر من أمريكا

اليمن الجديد نيوز| تقارير|
تظهر التقارير العسكرية الروسية تحولاً استراتيجياً خطيراً في موازين القوى بالبحر الأحمر، حيث اختفى الوجود البحري الأمريكي كلياً من الممر المائي للمرة الأولى منذ عشرات السنين.
هذا الغياب غير المسبوق، وفقاً للمصادر الروسية، يعكس حالة من الانكشاف العسكري لحلف واشنطن أمام الضربات المركزة لقوات صنعاء، التي عززت نفوذها البحري على امتداد أكثر من عام ونصف، فارضة واقعاً ميدانياً جديداً تجاوز التوقعات الغربية.
ووفقاً لما نشرته مجلة “topwar.ru” الروسية المتخصصة في الشؤون الدفاعية، الجمعة، فإن البحرية الأمريكية انسحبت فعلياً من المنطقة، بعد أشهر من العمليات التي وصفتها بـ”المكلفة وغير المجدية”، والتي بدأت منذ يناير 2024 بالتعاون مع شركاء غربيين، قبل أن تتراجع تدريجياً تحت وقع الهجمات “الدقيقة والمؤلمة” التي تنفذها قوات صنعاء.
وأكدت المجلة، نقلاً عن وكالة USNI News الأمريكية، عدم وجود أي قطعة بحرية أمريكية في البحر الأحمر حالياً، في تحول قالت إنه يبرز العجز الغربي عن احتواء الخطر القادم من اليمن.
وفي المقابل، يشهد نشاط قوات صنعاء تصاعداً لافتاً، حيث قامت خلال الأيام الماضية بإغراق سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، إلى جانب تنفيذ ضربة صاروخية جديدة على هدف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتعيد المجلة الروسية جذور هذا التصعيد إلى إعلان قوات صنعاء، في خريف 2023، عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل والدول الداعمة لها، رداً على العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
ولم يكن هذا الإخفاق حكراً على الولايات المتحدة، فقد سبقتها مجلة “الإيكونوميست” البريطانية إلى الإقرار بأن الاتحاد الأوروبي فشل أيضاً في تأمين حرية الملاحة، رغم إطلاقه بعثة بحرية خاصة لهذا الغرض.
وتشير البيانات إلى انخفاض بنسبة 60% في حركة السفن العابرة للمسارات التي تخضع لرقابة صنعاء، ما يعكس عمق تأثيرها على هذا الشريان العالمي.