الطفل رقم 87.. من القادم؟

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|
لم يكن وجه الطفلة “زينب” يحمل سوى العظام الملفوفة بجلدٍ شاحب.
في صباح السبت، حملها والدها بين ذراعيه إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعد أن فشلت الأم في إقناعها بابتلاع قطرات ماء مذابة بالسكر، كانت الأسرة تعتبرها “غذاء اليوم”.
في غرفة الطوارئ، لم يجد الأطباء ما يفعلونه، سكتت أنفاس “زينب” للأبد، لم تكن تتجاوز عامها الثالث.
وفي السرير المجاور، كانت سيدة تبلغ من العمر 38 عاماً تحاول أن تتنفس رغم آلام معدة خاوية، لكن قلبها توقف قبل أن تصل إليها المغذيات، ماتت، ووراءها أربعة أطفال ينتظرون رغيفاً لم يأتي.
هكذا تمر الساعات في غزة اليوم، موت صامت، بلا دم، بلا انفجار، لكنه أكثر فتكاً من القنابل.
خلال 24 ساعة فقط، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 6 مدنيين بسبب المجاعة وسوء التغذية.
من بين الضحايا، طفلان، وسيدة في أواخر الثلاثين، ورجلان في الأربعينات، جميعهم رحلوا لأن الغذاء تحول إلى “أمنية مستحيلة”.
الطفل “سهيل”، البالغ من العمر أربع سنوات، لم يعد يقدر على الوقوف.
والدته تبكي في صمت وهي تراه يعرض على الأطباء دون علاج حقيقي.
قال لها الطبيب: نحتاج فقط كيس حليب أطفال، لكنه غير متوفر في غزة منذ أسابيع.
133 إنساناً ماتوا جوعاً في غزة بفعل الحصار العدوان والحصار الإسرائيلي، بحسب إحصائية وزارة الصحة، من بينهم 87 طفلاً.
ومع كل لحظة تأخير في إدخال المساعدات، تقترب غزة من مقتلة جماعية صامتة تهدد حياة أكثر من 100,000 طفل، بحسب تحذيرات أطباء بلا حدود، الذين أكدوا أن طفلاً من بين كل 4 أطفال يعاني من سوء التغذية الحاد.
الموت هنا ليس سريعا، يقول أحد الأطباء، إنه يمشي على مهل في بطون الأطفال، ويختبئ في وجوه الأمهات، ويأخذ منا أرواحاً كل ساعة.
غزة اليوم ليست فقط ساحة حرب ترتكب فيها إسرائيل جرائمها.. إنها مقبرة للسكوت الإنساني.