دماء الصحفيين.. تحت حماية القانون الدولي المزيف

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|
مشهد دموي جديد يضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية، بعد ارتقى خمسة من الإعلاميين الفلسطينيين اليوم، جراء قصف مباشر نفذته قوات الاحتلال أمام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
بين الشهداء مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إضافة إلى الصحفي الفلسطيني محمد الخالدي.
لم يكن هؤلاء يحملون سوى الكاميرات والميكروفونات، يوثقون مأساة شعب يرزح تحت القصف والحصار، حين باغتتهم الصواريخ الإسرائيلية لتسكت أصواتهم وتطفئ عدساتهم إلى الأبد.
ولم تتوقف المأساة عند الإعلاميين، فقد سقط في القصف ذاته وأعمال العدوان المستمرة خلال الساعات الماضية عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، ممن احتموا بالمستشفيات والمدارس بحثًا عن ملاذ آمن، ليكتشفوا أن لا ملاذ في غزة سوى المقابر.
جريمة حرب مكتملة الأركان
استهداف الصحفيين أثناء ممارسة عملهم يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، وأحكام اتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تضمن الحماية للمدنيين والعاملين في المجال الإعلامي في مناطق النزاع.
هذه الجريمة تعكس هشاشة وتناقض الشعارات التي ترفعها المنظمات الدولية بشأن حماية الصحافة، إذ تحولت القوانين إلى “حبر على ورق” أمام التواطؤ الدولي مع جرائم الاحتلال.
اعتراف الاحتلال.. وصمة عار على المجتمع الدولي
في سابقة خطيرة، اعترف جيش الاحتلال صراحة بتنفيذ القصف الذي أودى بحياة الإعلاميين، مبرراً ذلك بمزاعم واهية تتعلق بـ”الاشتباه” و”الضرورات العسكرية”.
لكن هذا الاعتراف، بدلاً من أن يفتح باب المساءلة، وُوجه بصمت مريب من العواصم الغربية، ما يعكس حالة تماهٍ شبه كاملة مع الإملاءات الأمريكية الداعمة للاحتلال، حتى على حساب القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ازدواجية المعايير الغربية
يأتي هذا الصمت ضمن سياق أوسع من ازدواجية المعايير، إذ تدين الحكومات الغربية استهداف الصحفيين في مناطق مختلفة من العالم، لكنها تبرر أو تتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.
والأسوأ أن بعض هذه الحكومات تواصل تزويد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي، تحت ذريعة “حق الدفاع عن النفس”، في وقت تُرتكب فيه مجازر بحق المدنيين العُزّل في غزة.
دعوة للمساءلة الدولية
يطالب صحفيون أحرار بفتح تحقيق دولي عاجل وشفاف لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، وضمان حماية الإعلاميين والعاملين في الإغاثة داخل مناطق النزاع. ويؤكدون أن استمرار الصمت الدولي يمثل ضوءًا أخضر لمزيد من الانتهاكات، ليس فقط ضد الصحافة، بل ضد الإنسانية جمعاء.
ويبقى السؤال: هل ستهتز هذه المرة مشاعر الشارع العربي أمام هذا المشهد الدموي؟