اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

الأربعاء الدامي في صنعاء.. حين بكى الزمن

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

مشهد هز القلوب وعجزت الكلمات عن وصفه أثناء توثيق عدسة هاتف محمول لحظة انتشال طفل حي من أسرة “آل الضمدي” بعد أكثر من خمس عشرة ساعة تحت أنقاض منزله المدمر في حي التحرير بصنعاء، إثر الغارات الإسرائيلية في ما صار يعرف بـ”الأربعاء الدامي”.

الطفل، المذعور والمفجوع، يبحث بعينيه المرتجفتين عن والديه اللذين لم يخرجا معه.

لم يكن ذنبه سوى أنه احتمى بجدران منزله المتواضع، مطمئناً لحضن الأسرة الذي تحول بين لحظة وأخرى إلى ركام.

ورغم فرحة النجاة، لا يزال أكثر من خمسة عشر مدنياً من رجال ونساء وأطفال من عائلة الضمدي عالقين تحت الركام.

فرق الإنقاذ وأهالي الحي يبذلون المستحيل، لكن أدواتهم بدائية، والطريق الضيق لا يسمح بدخول الآليات الثقيلة.

وحدها الأيدي المرتجفة المليئة بالغبار تحاول سباق الزمن، فيما الزمن ذاته يبدو كأنه يبكي عجز العالم أمام العتو الإسرائيلي.

الحي كله تحول إلى قلب واحد، ترتفع فيه الأدعية والابتهالات لعل بقية أفراد الأسرة يتمسكون بخيط الحياة حتى وصول المنقذين.

لكن خلف هذا المشهد الإنساني الموجع، يطفو إحساس مرير بالخذلان، إذ لا قانون دولي يردع القصف، ولا صوت يرتفع بوجه إسرائيل التي تواصل استباحة الأرواح دون حسيب أو رادع، من غزة إلى لبنان، ومن سوريا إلى اليمن، وصولاً إلى قطر التي لم تسلم هي الأخرى من الاستهداف رغم الصداقة العميقة والمصالح المشتركة.

ومن بين الركام بدا وكأن همساً يعلو: علت إسرائيل علواً كبيراً.. لكن الوعد اقترب.

إن المأساة اليوم لا تقف عند حدود إسرائيل وحدها، بل تمتد إلى واشنطن التي تواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي غير المحدود لمحتل يجاهر بجرائمه أمام العالم، في تحدٍ سافر لكل القوانين الدولية، وبشهادة المؤسسات الأممية والحقوقية التي وثقت الانتهاكات دون أن تجد آذاناً صاغية لدى القوى الكبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى