اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

امرأة تقلب موازين الفساد.. وتنتهي ضحية الرصاص

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

شهدت مدينة تعز، صباح اليوم الخميس جريمة اغتيال مروعة طالت الأستاذة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، بعد أن أطلق مسلحون مجهولون وابلاً من الرصاص عليها في جولة سنان شمالي المدينة، ما أدى إلى وفاتها على الفور.

تفاصيل الجريمة وهوية الجاني

وثيقة رسمية سابقة صادرة عن محافظ تعز، نبيل شمسان، كشفت هوية المتهم الرئيسي في الجريمة، وهو أحمد صادق أحمد، مؤكدة توجيه أوامر عاجلة للأجهزة الأمنية بالقبض عليه وإحالته إلى النيابة. وأشارت مصادر محلية إلى أن المتهم سبق أن اقتحم مقر الصندوق وهدد الموظفين قبل ارتكاب جريمته.

لاحقاً، أعلنت الحملة الأمنية بالمحافظة أن المدعو محمد صادق المخلافي الملقب بـ”الباشق” يعد المشتبه به الأبرز في الحادثة، حيث سبق أن اعتدى على المشهري في أغسطس الماضي وأغلق مكتب الصندوق بالقوة.

خلفية الضحية ومكانتها

المشهري، ابنة أسرة تجارية معروفة في تعز وكادر إداري بارز في جامعة تعز، تولت مناصب إدارية عدة قبل أن تعين مديرة لصندوق النظافة. عرفت بنشاطها ونزاهتها، وكانت قبل أيام في عدن للقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بهدف حشد التمويلات لمشروع تدوير المخلفات في المدينة.

وأكد صحفيون أنها التقت العليمي بهدوء ودون إعلان خشية تعرضها للأذى، بينما وصفها ناشطون بأنها “مشقرة تعز” ورمز لنظافتها، معتبرين اغتيالها “جريمة لم يشهد لها اليمن مثيلاً”.

الغضب الشعبي وردود الفعل

الحادثة أثارت موجة غضب عارمة في الشارع التعزي، حيث اتهم ناشطون جهات سياسية ـ بينها حزب الإصلاح ـ بالوقوف وراء الجريمة، معتبرين أن اغتيال المشهري جاء نتيجة نزاهتها ورفضها الفساد.

وقال ناشطون: لأنها نزيهة وقطعت عليهم السرقات قاموا باغتيالها.. اليمن انتهى باغتيال امرأة.

إضراب واحتجاجات في الشوارع

في رد فعل مباشر، أعلن عمال صندوق النظافة والتحسين الدخول في إضراب شامل وتعليق العمل إلى حين القبض على الجناة وضمان محاكمة عادلة لهم.

العاملون نفذوا احتجاجات غاضبة وأغلقوا شارع جمال في وسط المدينة، فيما قاموا برمي النفايات في الشوارع الرئيسية تعبيراً عن غضبهم.

كما شهدت تعز وقفات احتجاجية نسائية أمام مقر إدارة الأمن، طالبت بإنصاف الشهيدة وتحقيق العدالة.

تعز تحت الصدمة

اغتيال المشهري اعتُبر “عاراً يلاحق المدينة ونخبها”، بحسب ناشطين، فيما وصفه آخرون بأنه دم سيظل شاهداً على تقاعس السلطة وفشلها في حماية كوادرها.

المدينة التي لطالما عانت من الفوضى الأمنية وجماعات النفوذ، وجدت نفسها أمام سابقة صادمة باغتيال امرأة في وضح النهار، وسط دعوات متصاعدة لفرض هيبة النظام ومحاسبة القتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى