قراصنة في زي جيش.. اختطاف أسطول الإنسانية

اليمن الجديد نيوز| أخبار|
تواصل إسرائيل تحدي القانون الدولي والمواثيق الإنسانية، بشنها هجوماً جديداً على أسطول الحرية المتجه إلى غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون تأكيداً على تمادي الاحتلال في سياسة العقاب الجماعي ومنع المساعدات الإنسانية عن أكثر من مليوني مدني محاصرين في القطاع.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، هجوماً مسلحاً على أسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة، أثناء إبحاره في المياه الدولية على بعد نحو 220 كيلومتراً من سواحل القطاع، اعتراض واحتجاز عدد من السفن واعتقال العشرات من النشطاء الدوليين، في انتهاك واضح للقانون الدولي والمواثيق البحرية.
تفاصيل الهجوم
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة في بيان إن البحرية الإسرائيلية هاجمت الأسطول في تمام الساعة 04:34 فجراً، موضحة أن ثلاث سفن على الأقل – “غزة صن بيردز” و”آلاء النجار” و”أنس الشريف” – تعرضت لهجوم مباشر واعتداءات مسلحة.
وأشارت اللجنة إلى أن قوات الاحتلال اعتلت السفن بالقوة واعتدت على النشطاء، كما عمدت إلى تعطيل أجهزة الاتصال وكاميرات التوثيق بإطلاق النار عليها.
وأضافت أن سفينة “الضمير”، التي كانت تقل 93 صحفياً وطبيباً وناشطاً دولياً، تعرضت لهجوم من مروحية عسكرية إسرائيلية.
وكان أسطول الحرية المؤلف من عشر سفن قد انطلق من جزيرة صقلية الإيطالية في 25 سبتمبر الماضي، وعلى متنه عشرات النشطاء من مختلف أنحاء العالم، بينهم برلمانيون وأطباء وإعلاميون، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عاماً.
وحملت السفن مساعدات إنسانية بقيمة تتجاوز 110 آلاف دولار، تضمنت أدوية وأجهزة تنفس ومستلزمات طبية وغذائية موجهة إلى مستشفيات غزة التي تعاني أوضاعًا كارثية جراء الحصار والقصف المستمر.
ردود فعل دولية
أثار الهجوم موجة تنديد دولية، حيث وصف رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم العملية بأنها “عدوان سافر واستفزاز خطير ينتهك القانون الدولي وحرية الملاحة”، مطالباً بـ “الإفراج الفوري عن جميع النشطاء الماليزيين وضمان سلامتهم”.
كما أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، متابعته لقضية عشرة إيطاليين معتقلين لدى الاحتلال، داعياً إلى احترام حقوقهم القانونية والإنسانية.
ويأتي هذا الاعتداء بعد أسبوع فقط من اعتراض الكيان الإسرائيلي لأسطول “الصمود العالمي” الذي كان يضم 42 سفينة، حيث اعتقل خلاله مئات النشطاء الدوليين، وأفاد بعضهم بتعرضهم لـ “التعذيب وسوء المعاملة” قبل الإفراج عن معظمهم.
مواقف الفصائل الفلسطينية
أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية الهجوم ووصفته بأنه جريمة قرصنة جديدة تعكس “الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني”.
حركة حماس اعتبرت أن “اختطاف نشطاء أسطول الحرية يمثل جريمة وقرصنة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود”، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة المختطفين وسلامتهم، وداعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإطلاق سراحهم.
حركة الجهاد الإسلامي وصفت الاعتداء بأنه “انتهاك جديد لكل الأعراف الدولية والإنسانية”، مؤكدة أن “القرصنة الصهيونية ضد أسطول الحرية تُظهر انحطاط المستوى الأخلاقي للاحتلال”، وحملت الصمت الأوروبي مسؤولية استمرار هذه الجرائم.
فيما اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية أن الاعتداء الهمجي على أسطول الحرية نتيجة طبيعية للصمت الدولي والتواطؤ الغربي، مؤكدة أن تعريض حياة المتضامنين للخطر يكشف عدوانية الكيان الإسرائيلي وعدائه لكل القيم الإنسانية.
العدوان يتجاوز البحر إلى الضمير الإنساني
رغم تكرار عمليات القمع والاعتراض الإسرائيلية ضد السفن الإنسانية، أكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار أن هذه الجرائم لن تثني المتضامنين عن مواصلة حملاتهم، معتبرة أن أسطول الحرية يمثل رسالة ضمير إنساني في مواجهة آلة القتل والإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة.
وأشار بيان اللجنة إلى أن الهجوم الأخير يعكس سياسة ممنهجة لإخماد أي صوت إنساني يفضح جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في القطاع، في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي العالمي ضد الاحتلال وحلفائه.