الفاو: انهيار الريال اليمني يرفع أسعار الغذاء والوقود إلى مستويات قياسية في مناطق الحكومة اليمنية
اليمن الجديد نيوز | تقارير وتحليلات
أفادت نشرة السوق والتجارة الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو – اليمن) بأن الريال اليمني في مناطق الحكومة اليمنية خسر ربع قيمته خلال شهر أكتوبر الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالوقود والمواد الغذائية إلى مستويات قياسية باتت تفوق القدرة الشرائية للمواطنين.
ووفقاً للتقرير الصادر عن منصة الإغاثة الإنسانية العالمية “ReliefWeb”، فقد تراجعت قيمة الريال اليمني مقابل الدولار بنسبة 25% على أساس سنوي، وبنسبة 36% مقارنة بمتوسط السنوات الثلاث الأخيرة. ويرجع التقرير هذا الانخفاض إلى نقص احتياطيات النقد الأجنبي المتاحة للحكومة اليمنية، الأمر الذي زادت حدته بسبب الأزمة المالية المستمرة، مما أثر بشكل كبير على أسعار المواد الغذائية التي ارتفعت خلال شهر سبتمبر الماضي بمعدلات قياسية تراوحت بين 7% و28% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، و23% إلى 54% مقارنة بمتوسط السنوات الثلاث.
أوضح التقرير أن تكلفة سلة الغذاء الأساسية ارتفعت في مناطق الحكومة اليمنية بنسبة 2% شهرياً، و18% سنوياً، و35% عند مقارنتها بمتوسط السنوات الثلاث. وشهدت محافظات معينة زيادات كبيرة في أسعار الغذاء، حيث بلغت 27% في مأرب وتعز، و17-25% في حضرموت، و25% في المهرة، و24% في شبوة، و17% في لحج.
وفيما يتعلق بالوقود، أشار تقرير الفاو إلى ارتفاع أسعار الديزل في سبتمبر الماضي بنسبة 5% مقارنة بالشهر السابق، بينما زادت الأسعار بنسبة 13% عند مقارنتها بنفس الفترة من العام الماضي، وبنسبة 45% مقارنة بمتوسط الأسعار خلال السنوات الثلاث الماضية. ويعزو التقرير هذه الزيادات إلى التراجع الحاد في قيمة العملة المحلية وانخفاض حجم الواردات عبر ميناء عدن، الذي يعد من أهم الموانئ الرئيسية لدخول السلع الأساسية إلى البلاد.
كما أشار التقرير إلى زيادة ملحوظة في أسعار الماشية في مناطق الحكومة اليمنية، حيث ارتفعت أسعار الماعز والأغنام الصغيرة التي تتراوح أعمارها بين 6 و12 شهراً بنسبة 1-3% في سبتمبر مقارنة بانخفاض في أسعارها بنحو 2-3% في مناطق حكومة صنعاء. كما ذكر التقرير أن أسعار الماشية الصغيرة قفزت بنسبة 30% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، و52-70% عند مقارنتها بمتوسط السنوات الثلاث. في المقابل، أظهرت الأسعار في مناطق حكومة صنعاء استقراراً نسبياً أو انخفاضاً طفيفاً بنسبة 2%.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن القدرة الشرائية للأسر في مناطق الحكومة اليمنية تدهورت بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع تكلفة سلة الغذاء الدنيا التي تجاوزت مستوى دخل المواطنين، في حين بقيت معدلات الأجور للعمل المؤقت سواء في القطاع الزراعي أو غير الزراعي ثابتة بدون تغير يذكر مقارنة بالشهر السابق.