مقالات

هل صار العالم كله يماني الهوى ويمني الهوية؟

فهد الغنامي

من يطالع التعليقات على فيديو ترامب لعملية القتل في اليمن يُصاب بالذهول.

فرئيس أقوى دولة في العالم، وصاحب أقوى حساب في العالم يتابعه على منصة “إكس” أكثر من 102 مليون متابع، استخدم حسابه للتشهير بنفسه!

99% من الردود والتعليقات على الفيديو اعتبرت ذلك فضيحة، وأدركت من الوهلة الأولى أن المستهدفين مدنيون.

أما 1% من التعليقات المؤيدة، وقد تكون أقل، فكانت لمحمد العرب ومعمر الإرياني والذباب السعودي وقلة من القيادات.

ماذا حلّ بترامب ليرتكب مثل هذا الخطأ الفادح؟

هل خانه مستشاروه؟
أم أنه قام بذلك من حيث لا يشعر، فارتكب سقطة مدوية كسقطة فرعون حين جمع السحرة وقومه في احتفال كبير ومشهود ليُظهر تفوقه على موسى، ويثبت أنه الأقوى وأن موسى مجرد ساحر؟
وحين بدأ النزال، اكتشف أنه وقع في ورطة كبيرة، وأنه ساهم في كشف الحقيقة بيده، وقدم لموسى فرصة ماسّية على طبق من ذهب، واكتشف أنه كان مدفوعا بقوة غيبية قاهرة، ولم يكن له حيلة فيما جرى.

لقد فعلها ترامب (فرعون العصر) وهو لا يشعر، بتدبيرٍ غريب ساقته إليه السماء وهو لا يعلم.

لقد كان منشور ترامب استفتاء عالمي على مشروعية العمليات اليمنية حصدت فيه اليمن التأييد المطلق بغالبية ساحقة.

ومع ذلك لن نستطيع تجاوز تعليق غريب على منشور ترامب، يرغمك على الضحك والسخرية، كتعليق التافه محمد العرب.

إذ عرض “محمد” غير المحمود و”العرب” غير العربي، عرض على ترامب، في تعليق باللغة الإنجليزية، المساعدة في نشر فيديوهات ترامب التي أسماها “حساسة”، وقال إن حسابه كبير ومنتشر وله تأثير في اليمن، وإنه يضع حسابه تحت تصرف ترامب!

وقاحة وانحطاط، لا أدري بماذا أصفهما.. بل أجزم أنها جاءت في حالة سُكر وجنون دائم لديه وامثاله.

فهو يشبه النملة التي تعرض نفسها لمساعدة الفيل، وتبدي استعدادها لمضاجعته وتسليم جح……. للفيل!

دعونا من هذا التافه وأمثاله.
فقد شعرت، من خلال آلاف التعليقات التي قرأتها، أن العالم أجمع صار يماني الهوى، يدافع باستماتة عن اليمن ويتبنى موقفه الإنساني، لتشكيل رأي عام عالمي قل نظيره.

هذا ليس تعبيرًا إنشائيًا، فتغريدة ترامب موجودة، والتعليقات موجودة، وبإمكان الجميع مطالعتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى