اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

من تل أبيب إلى عدن.. مهمة غامضة تكشف خيوطاً خطيرة

اليمن الجديد نيوز| تقارير|

كشفت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية في تقرير حديث، استعرضته لاحقاً صحيفة لا الصادرة في صنعاء، عن زيارة ميدانية أجراها الصحفي والمحلل الأمني الإسرائيلي جوناتان سباير، إلى مدينة عدن.

وبحسب التقرير، التقى سباير بعدد من القيادات العسكرية والأمنية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بالإضافة إلى قيادات في “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من دولة الإمارات.

ووفقاً للتقرير الذي أعده “سباير” عقب زيارته إلى عدن وعدد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، فإن الزيارة جاءت لاستكشاف فرص التعاون الأمني والعسكري مع قوى محلية في جنوب اليمن ضد حكومة صنعاء، في ظل تصاعد العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، التي طالت الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ومواقع داخل الأراضي المحتلة.

لقاءات مع قيادات عسكرية وأمنية

أشار التقرير إلى أن “سباير” التقى في عدن باللواء صالح علي حسن، الذي يشغل منصب رئيس هيئة العمليات المشتركة، حيث ناقش معه إمكانية التنسيق مع “شركاء محليين” لتنفيذ أهداف عسكرية ضد قوات صنعاء، بما في ذلك محاولة السيطرة على مناطق ساحلية استراتيجية.

ونقل الصحفي الإسرائيلي عن اللواء صالح حسن، قوله إنهم ينتظرون “ضوءاً أخضر” للبدء في عمليات عسكرية ضد حكومة صنعاء، إضافة إلى تحركات موازية تستهدف شخصيات قبلية وازنة، مثل الشيخ عمرو بن حبريش في حضرموت، الذي يتبنى موقفاً مغايراً لطموحات “الانتقالي” المدعوم إماراتياً.

كما التقى “سباير” بوزير الدفاع في الحكومة المعترف بها دولياً، محسن الداعري، الذي عبر عن استغرابه من قرار الولايات المتحدة وقف عملياتها العسكرية ضد صنعاء، دون تنسيق مسبق مع الحكومة اليمنية.

وأوضح الداعري أن واشنطن لم تتواصل معهم لا عند بدء العمليات ولا عند وقفها، معتبراً أن خططهم المشتركة التي كانت تشمل التحالف العربي ودول غربية لإسقاط سلطة صنعاء لم تجد دعماً فعلياً.

أجندة إسرائيلية وخطط للانفصال

إلى جانب تلك اللقاءات، أجرى الصحفي الإسرائيلي لقاءات موسعة مع قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، واطلع على خططهم الرامية إلى فصل جنوب اليمن عن شماله، بدعم إماراتي.

ورافق وفد المجلس “سباير” في جولة ميدانية إلى جبهات القتال في محافظتي الضالع وشبوة، حيث استعرضت القيادات المحلية مطالبها العسكرية، التي تضمنت تزويدهم بطائرات مسيرة ومعدات لوجستية وأسلحة متوسطة.

وفي جبهة “الفاخر” تحديداً، التقى “سباير” بالعميد عبدالله مهدي، رئيس فرع المجلس الانتقالي في الضالع، الذي قال صراحة: نحن والولايات المتحدة في معركة واحدة ضد الحوثيين وإيران، داعياً المجتمع الدولي إلى دعمهم من أجل تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

أهداف أمنية خلف ستار الصحافة

بحسب ما أوردته مصادر صحيفة “لا ميديا”، فإن زيارة “سباير”، الذي يحمل خلفية أمنية وعسكرية، تأتي في سياق نشاط استخباراتي إسرائيلي متصاعد في اليمن.

ووفق المعلومات، أجرى الصحفي المرتبط بمراكز أبحاث إسرائيلية تابعة للموساد، تقييماً أمنياً لبعض المنشآت الحيوية في عدن، بينها ميناء عدن وقاعدة العند العسكرية، بالتنسيق مع الإمارات.

ويذكر أن “سباير” سبق أن خدم في الجيش الإسرائيلي، وشارك في مهام إعلامية استخباراتية في دول عدة، مثل سوريا والعراق ولبنان، ويعرف باستخدام الصحافة كغطاء لجمع معلومات أمنية، بما يعكس الطابع غير الإعلامي المحض لزياراته.

اليمن جبهة مركزية في الحسابات الإسرائيلية

أبرز ما خلص إليه تقرير “جيروزاليم بوست” هو تأكيده أن اليمن لم يعد مجرد جبهة جانبية في صراع الكيان الإسرائيلي، بل بات جبهة رئيسية ذات أولوية، بعد أن أظهرت حكومة صنعاء قدرتها على تهديد الملاحة الإسرائيلية وتنفيذ ضربات دقيقة في عمق الأراضي المحتلة.

ويعكس هذا التحول حجم الاهتمام الإسرائيلي باليمن، خصوصاً مع فشل الولايات المتحدة وحلفائها في إيقاف الهجمات الصاروخية والبحرية التي تنفذها قوات صنعاء منذ أكتوبر 2023 دعماً لغزة، والتي أثبتت فاعلية رغم الهجمات المتكررة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل على اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى