الاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

الإعلام الصيني: ما فعله الحوثيين مدهش للغاية وما باتوا يمتلكونه اليوم لم يكن قابل للتصور من قبل  

اليمن الجديد نيوز| تقارير وتحليلات| متابعة خاصة:

وصف الإعلام الصيني نتائج العمليات التي نفّذتها قوات حكومة صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية والسفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر بالمدهشة للغاية، مشيرة إلى أن قوات صنعاء وصلت لامتلاك أسلحة متطورة وقدرات لم تكن قابلة للتصور من قبل.

ونشرت مواقع صينية مقالا تحليليا للكاتب الصيني “تشينغ هوي”، تحت عنوان “لا يؤلمهم مضيق تايوان، بل يؤلمهم البحر الأحمر! الحوثيون يعلنون عن نتائج هجماتهم، فلا عجب أن حاملة الطائرات الأمريكية تغادر”، قال في مطلعه: “في الآونة الأخيرة، لاحظنا أن الحوثيين في اليمن أعلنوا عن بعض نتائج الهجمات التي شنوها على خط الملاحة في البحر الأحمر”، مضيفا: “خلال العمليات، استخدموا إجمالي 372 طائرة بدون طيار و26 زورقًا هجوميًا مسيرا، بالإضافة إلى ذلك، كان لديهم 139 صاروخًا باليستيًا، و10 صواريخ كروز، و10 صواريخ مضادة للسفن”.

ولفت إلى أن “هذه الأسلحة أغرقت سفينتين تجاريتين تعودان لبريطانيا واليونان، بالإضافة إلى ذلك، تعرضت ما لا يقل عن 30 سفينة تجارية لأضرار متفاوتة، وتم احتجاز سفينتين تجاريتين أخريين بشكل مباشر”.

واعتبر تلك “نتائج مدهشة للغاية”، لعدة اعتبارات، منها: “أولاً من ناحية الأسلحة: تنظيم محلي لا يتعدى تعداد قواته بضع مئات من الآلاف، يمتلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وهو ما كان غير قابل للتصور في السابق. خاصة الصواريخ الباليستية، التي تتطلب القدرة على الوصول إلى خارج الغلاف الجوي والعودة بدقة لضرب الهدف”.

وأوضح أنه “لاستخدام هذه الصواريخ، يجب أن يكون هناك نظام اتصالات وملاحة دقيق، وهو أمر لا تملكه الغالبية العظمى من الدول حول العالم، ناهيك عن الحوثيين”.

“ثانياً، من ناحية النتائج: يجب أن نعلم أن الولايات المتحدة أطلقت عملية حماية بحرية متعددة الجنسيات، وأرسلت حتى حاملة الطائرات آيزنهاور. بمعنى أن هذه الهجمات الحوثية تمت تحت أنظار الأمريكيين. أن يجرؤ تنظيم محلي على مواجهة قوة عظمى بهذا الشكل نادر للغاية. خلال أقل من شهر، أعلن الحوثيون أنهم هاجموا حاملة الطائرات آيزنهاور ثلاث مرات. في السابق، إذا تجرأ أي تنظيم أو دولة على تحدي أمريكا بهذه الطريقة، لكانت الولايات المتحدة قد شنت هجومًا كبيرًا”.

وتابع المحلل الصيني قائلا: “لكن المفاجأة كانت أن الأمريكيين لم يتخذوا إجراءات قوية بعد إعلان الحوثيين عن هجماتهم على حاملة الطائرات، ولم يشنوا أي عمليات عسكرية كبيرة ضد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. فقط قاموا بإجراء مناورات مشتركة مع البحرية الإيطالية في منتصف يونيو في وسط البحر الأحمر كعرض لحاملة الطائرات آيزنهاور وهي سليمة. في 22 يونيو:أعلن الحوثيون مرة أخرى أنهم هاجموا حاملة الطائرات آيزنهاور، وهذه المرة لم يعلق الأمريكيون كثيرًا، بل قاموا في نفس اليوم بسحب حاملة الطائرات إلى الشمال، متجهة إلى الميناء”.

واعتبر أن مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور “بهذه الطريقة البائسة، ورغم أن الأمريكيين أعلنوا أن هذه الخطوة كانت جزءًا من إعادة التموضع العادية، وفي هذا التوقيت يعادل اعترافًا ضمنيًا بالفشل أمام العالم، ويظهر أن الحوثيين قد وجهوا ثلاث صفعات قاسية للأمريكيين. وهكذا فقدت الولايات المتحدة هيبتها في الشرق الأوسط”.

وقال المحلل الصيني: “عندما نرى نتائج هجمات الحوثيين: يبدو أن الحاملة الأمريكية لم تعد تحتمل البقاء. فرغم أن المجموعة القتالية للحاملة كانت في البحر الأحمر لبضعة أشهر، وادعت أنها اعترضت أكثر من 80% من هجمات الحوثيين، إلا أن الواقع هو أن حجم النقل عبر خطوط الملاحة في البحر الأحمر انخفض بنسبة 90%، وسيطر الحوثيون على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وكل هذا حدث أمام أعين الأمريكيين. من الواضح أن الأمريكيين أدركوا أن الوضع في الشرق الأوسط لم يعد تحت سيطرتهم”.

“وعلى نطاق عالمي، خاصة في سياق المنافسة بين القوى الكبرى، كانت الولايات المتحدة تحاول باستمرار السيطرة على الوضع في مضيق تايوان لزيادة الضغط على الصين. ولكن الآن، بالنسبة للولايات المتحدة: مضيق تايوان لا يؤلم، البحر الأحمر يؤلم!، فالسيطرة الأمريكية المزعومة على مضيق تايوان لم تؤثر علينا بشكل حقيقي، بينما في الشرق الأوسط، في البحر الأحمر، كانت الأمور تخرج عن سيطرتهم تمامًا! من الواضح أن هذه القوة العظمى تتراجع تدريجياً في منافسة القوى الكبرى.

وبشأن ما يُشاع بأن الولايات المتحدة سترسل حاملة الطائرات روزفلت لتحل محل آيزنهاور، يضيف ” تشينغ هوي” أن حاملة الطائرات روزفلت وصلت حاليا إلى بوسان في كوريا الجنوبية، ومن المقرر أن تجري تدريبات مشتركة مع القوات الجوية والبحرية اليابانية والكورية الجنوبية بدءًا من 26 يونيو، بهدف الضغط على كوريا الشمالية. وقد تشمل هذه التدريبات مناطق في بحر اليابان.

وختم: “من بحر الصين الجنوبي إلى بحر اليابان، ثم إلى البحر الأحمر: يبدو أن حاملة الطائرات روزفلت تعمل بلا توقف هذا العام، ومن هذا التفصيل يمكننا أن نشعر بأن هذه القوة العظمى تواجه تحديات كبيرة في نشر واستخدام حاملات الطائرات. فهم غير قادرين على التعامل مع عدة جبهات استراتيجية في وقت واحد، وهذه التحركات المكثفة قد لا تنقذ نفوذهم المتراجع في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى