تحقيق يكشف لجوء ناقلة النفط اليونانية “سونيون” لتمويه وجهتها قبل استهدافها في البحر الأحمر
اليمن الجديد نيوز:
كشف تحقيق لمنصة “إيكاد”، المتخصصة في استخبارات المصادر المفتوحة، عن تمويه ناقلة النفط اليونانية “سونيون” (SOUNION) لوجهتها الحقيقية قبل استهدافها من قِبَل قوات حكومة صنعاء في البحر الأحمر.
وبحسب التحقيق، تابعت المنصة مسار السفينة عبر برنامج الملاحة Marine Traffic، حيث انطلقت من البصرة في العراق متجهة إلى سنغافورة، ولكن بعد تجاوزها مضيق هرمز، غيرت مسارها نحو البحر الأحمر بدلاً من التوجه إلى وجهتها المعلنة.
وأظهر تحليل إضافي على موقع الملاحة Vessel Finder أن السفينة كانت تشير إلى ميناء “ديربان” في جنوب إفريقيا كوجهة لها، لكنها لم تتجه إلى هذا الميناء، بل انعطفت نحو البحر الأحمر، مما يعزز من الشكوك حول محاولتها إخفاء وجهتها الحقيقية.
في هذا السياق، أوضحت “إيكاد” أن هذا الارتباك في الإشارات يعد دليلاً على تعمد السفينة التمويه لإخفاء وتجنب الكشف عن وجهتها الحقيقية.
في حين أشارت الحكومة اليونانية إلى أن “سونيون” كانت متجهة إلى ميناء “كورنيث” في اليونان، وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نقلاً عن هيئة التجارة البحرية البريطانية، أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء “إيلات” الإسرائيلي، إلا أن “إيكاد” لم تتمكن من تأكيد ذلك بعد مراجعة حسابات الهيئة.
وأكد التحقيق أن السفينة “سونيون” مملوكة لشركة “Delta Tankers” اليونانية، التي تمتلك أسطولاً يضم حوالي 29 سفينة، وفقاً لقاعدة البيانات العالمية Equasis التي تقدم معلومات مفصلة عن السفن وصناعة الشحن.
وأشارت منصة “إيكاد” إلى أنها استخدمت برنامج الملاحة البحرية Marine Traffic للعودة إلى أرشيف حركة جميع السفن التابعة للشركة منذ إعلان قوات حكومة صنعاء بتاريخ 3 مايو الماضي بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد إسرائيل” والتي شملت استهداف كافة السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وحتى الوقت الحالي.
وبعد تحليل مسارات 29 سفينة، وجدت “إيكاد” أن إحدى سفن هذه الشركة، وتحديداً “DELTA STAR”، وصلت إلى “إسرائيل” في 10 يوليو الماضي، وقد أخفت إشارتها عند دخولها إلى الموانئ هناك ثم أظهرتها بعد خروجها.
وخلص تحقيق “إيكاد” إلى أن ناقلة النفط “سونيون” عملت على تمويه وإخفاء وجهتها الحقيقية لضمان عبورها البحر الأحمر بسلام. وأوضح التحقيق أن الهجوم الذي نفذته قوات حكومة صنعاء على السفينة جاء نتيجة تبعيتها لشركة “Delta Tankers”، التي تتعامل مع “إسرائيل”، ما يجعلها هدفاً محتملاً لهجمات قوات صنعاء.
وختمت منصة “إيكاد” تحقيقها بالقول: “وبالتالي، فإن الهجوم على SOUNION جاء بسبب تبعيتها لشركة Delta Tankers، ولا يُعرف إن كانت تتجه إلى إسرائيل أم اليونان لغياب الدليل وإخفاء السفينة لوجهتها الحقيقية”.
اشتباك بين بحرية صنعاء وفرقاطة أوروبية
في سياق متصل، كشف مصدر في قوات البحرية اليمنية التابعة لحكومة صنعاء عن اشتباك مباشر جرى بين زورقين حربيين تابعين للبحرية اليمنية وبين فرقاطة أوروبية في البحر الأحمر أثناء الهجوم على السفينة “سونيون”.
وأوضح المصدر في تصريح نقلته قناة “المسيرة” التابعة لحركة أنصار الله (الحوثيين)، أن الفرقاطة الأوروبية حاولت اعتراض الزورق الهجومي الأول، ما دفع إلى تحويل الهجوم نحوها وجرى مهاجمتها بزورق ثانٍ، وعندما استشعر طاقم الفرقاطة أن الهجوم تحول نحوهم قرروا الفرار تاركين السفينة “سونيون” تواجه مصيرها.
وجددت البحرية التابعة لقوات صنعاء التحذير للسفن من التلاعب بأجهزة التعارف ما يجعلها معرضة للاستهداف، مؤكدةً أن السفن التي يتم استهدافها، تكون جميع معلوماتها متوفرة لدى البحرية اليمنية، سواء أطفأت أو شغلت أجهزة التعارف، وما عدا تلك السفن فهي آمنة وتستطيع الملاحة في منطقة العمليات اليمنية.
كما أكدت البحرية اليمنية التابعة لقوات حكومة صنعاء استمرارها في تطوير قدراتها العسكرية، إسناداً لغزة وللشعب الفلسطيني ودفاعاً عن اليمن بوجه ما وصفته العدوان الأمريكي البريطاني.
وكانت قوات حكومة صنعاء قد أعلنت، الخميس 22 أغسطس الجاري، تنفيذ عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام الزوارق الحربية والصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، استهدفت في العملية الأولى السفينة النفطية “SOUNION”، وتم إصابتها بدقة أثناء إبحارها في البحر الأحمر، مما جعلها معرضة للغرق، فيما استهدفت العملية الثانية السفينة “Sw North Wind I”، أثناء إبحارها في خليج عدن، مشيرةً إلى أن استهداف السفينتين جاء لمخالفة الشركات المالكة لها لقرار حظر الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلة، حتى يتوقف العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
ومساء الجمعة 23 أغسطس، نشر الإعلام الحربي لقوات صنعاء مشاهد لاستهداف وإحراق ناقلة النفط اليونانية “SOUNION” في البحر الأحمر.
وأظهرت المشاهد لحظات وقوع انفجارات كبيرة ومتزامنة على سطح السفينة “سونيون”، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل على متنها.
وجاء في البيان المرفق بالفيديو: “بناءً على قرار القوات المسلحة اليمنية بحظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة واستجابة لتوجيهات السيد القائد – بالتصعيد، قامت قواتنا باستهداف السفينة اليونانية (SOUNION) بعد خرق الشركة المالكة للسفينة لقرار الحظر ودخولها إلى أحد الموانئ الفلسطينية المحتلة.”
وحذرت قوات صنعاء في بيانها الشركات العالمية من مخالفة قرار الحظر المفروض من قبلها، مهددةً باستهداف السفن التي تنتهك هذا القرار.
كما أكدت أن “المرحلة المقبلة ستكون أشد وأنكى على سفن الشركات المخالفة، إلى جانب السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، طالما استمر العدو الصهيوني في عدوانه وحصاره للشعب الفلسطيني”.
وأضاف البيان: “وتنصح جميع السفن العابرة من البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي بعدم التلاعب بالبيانات أو إخفاء هوياتها كي لا تقع في دائرة الاشتباه”.
واختتمت قوات صنعاء بيانها بتوجيه الشكر للشركات التي استجابت لقرار الحظر وأبعدت سفنها عن الموانئ الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن سفن تلك الشركات يمكنها “المرور بأمان في نطاق عمليات القوات المسلحة اليمنية”.
مشاهد لإحراق القوات البحرية اليمنية السفينة اليونانية SOUNION في البحر الأحمر والتي قامت الشركة المالكة لها بانتهاك قرار حظر الدخول إلى موانئ فسلطين المحتلة pic.twitter.com/7h34dJiz2U
— الإعلام الحربي اليمني (@MMY1444) August 23, 2024