مجلة أمريكية: تهديد الحوثيين لحاملات الطائرات مؤشر على خطر صيني أكبر
اليمن الجديد نيوز:
أكدت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية أن الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يمتلكها خصوم ومنافسو الولايات المتحدة تمثل تهديداً كبيراً للبحرية الأمريكية، إذ تستطيع تجاوز دفاعات أي سفينة حربية أمريكية وإصابتها بدقة، مشيرةً إلى أن الحوثيين في اليمن قد أثبتوا فعالية هذه الصواريخ في البحر الأحمر، وأن الوضع سيكون أكثر تعقيداً في حالة حدوث صراع مع الصين التي تمتلك ترسانة ضخمة من هذه الأسلحة.
وفي تقرير حديث نشرته تحت عنوان “أعداء أمريكا لديهم صواريخ أكثر مما تستطيع السفن الحربية الأمريكية إيقافه“، أوضحت المجلة أن “البحرية الأمريكية تواجه تهديداً متزايداً من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي تنشرها دول معادية مثل الصين، ومن المحتمل أن تتفوق هذه الصواريخ، إلى جانب تكتيكات الهجوم الجماعي، على الدفاعات البحرية الأمريكية، خاصةً وأن البحرية لا تزال منهكة مع عمليات انتشار تركز بشكل أساسي على الشرق الأوسط”.
كما أكدت المجلة، المتخصصة في الشؤون السياسية والدولية والاستراتيجيات العسكرية، أن “المقارنة مع القبة الحديدية الإسرائيلية تبرز كيف يمكن حتى لأنظمة الدفاع المتقدمة أن تُغمر بالأعداد الكبيرة. الوضع الحالي في البحر الأحمر، حيث تتوخى البحرية الأمريكية الحذر بسبب القدرات الصاروخية للحوثيين، يعد بمثابة تحذير من التهديد الأكبر الذي تشكله الصين. ودعت المجلة البحرية الأمريكية إلى “إعادة النظر بشكل عاجل في استراتيجياتها لتفادي التفوق عليها من قبل حسابات أسراب الصواريخ”.
وأضافت المجلة أنه “من بين الدول الأعضاء السبع والثلاثين في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية والعشرين في الإنجاز الإجمالي في الرياضيات، وقد ظلت على هذا الحال لسنوات. لذا، فلا ينبغي لأحد أن يفاجأ عندما يدرك الأمريكيون كيف يمكن لترسانات الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يمتلكها أعداء متعددون أن تلغي أي مزايا واضحة يتمتع بها الأسطول السطحي للبحرية الأمريكية”.
وفي إطار المقارنة بين قدرات السفن الحربية الأمريكية والقبة الحديدية الإسرائيلية، أشارت المجلة إلى أن “ما بين حزب الله وحماس والحوثيين والحرس الثوري الإيراني، قد تكون طهران تمتلك ما يكفي من الصواريخ الموجهة ضد القبة الحديدية الإسرائيلية لإغراقها ببساطة، ووفقاً لبعض التقارير، فإن الذخيرة المستخدمة من قبل إسرائيل آخذة في النفاد”.
كما أوضحت المجلة: “لنطبق نفس المنطق على الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، حيث قد تصبح السفينة الحربية الأمريكية العاملة ضمن مدى هذه الصواريخ عاجزة عن الدفاع عن نفسها بشكل مناسب ضد وابل من الصواريخ”.
وأضافت المجلة أيضاً أن “الرياضيات تفوز دائماً، وقد أدرك أعداء أمريكا هذه الحقيقة. فلا تحتاج الصين إلى مضاهاة سفينة البحرية الأمريكية بسفينة، حيث سيكون ذلك مضيعة للموارد الثمينة في الواقع. وبدلاً من ذلك، يمكن للصين أن تسعى إلى جر البحرية الأمريكية إلى معركة بالقرب من أنظمتها المضادة للسفن باستخدام أسراب الصواريخ”.
“الحوثيون قدوة للصين”
ولفتت المجلة إلى أن “المثير للاهتمام أن البحر الأحمر هو الممر المائي الوحيد في الشرق الأوسط الذي يشهد أعمالاً عدائية نشطة من قبل الحوثيين. لذا، قد يكون من الممكن أن نغفر للمرء أن يشعر بالحيرة بشأن السبب الذي يجعل البحرية الأمريكية الجبارة تحافظ على مسافة بعيدة عنها”.
وتابعت المجلة: “السبب في ذلك هو أن الحوثيين يمثلون “وكالة اختبار الصواريخ الصينية”. هذا هو المفتاح لفهم ليس فقط السبب وراء منح البحرية للبحر الأحمر رصيفاً واسعاً، بل أيضاً السبب وراء وجود قدر كبير من الذعر بشأن قدرات الصين الأكثر تقدماً”.
واختتمت المجلة تقريرها بالتساؤل: “إذا كان الحوثيون قادرين على تهديد السفن الحربية السطحية التابعة للبحرية الأمريكية، بما في ذلك حاملات الطائرات، فإلى أي مدى سيكون التهديد الصيني المضاد للسفن أسوأ؟”. وأضافت أن “الإجابة على هذا السؤال يمكن العثور عليها في المنطق والرياضيات، ومن المؤمل أن يتعلم صناع القرار السياسي الأمريكيون هذه المهارات مجدداً قبل أن يدفع البحارة الأمريكيون الثمن الباهظ لمثل هذه الحماقة”.