“بلومبرغ”: أمريكا تخسر معركة البحر الأحمر أمام الحوثيين.. وتحديات بحرية مفاجئة تبرز على الساحة العالمية
اليمن الجديد نيوز:
أفادت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية بأن الولايات المتحدة خسرت معركة البحر الأحمر أمام قوات حكومة صنعاء (الحوثيين)، موضحةً أن الهجمات البحرية التي شنتها قوات صنعاء إسناداً لغزة كانت أكبر مفاجأة في العام الماضي، واصفةً إياها بأنها أخطر تحدٍ بحري منذ عقود.
وفي مقال تحليلي للكاتب هال براندز بعنوان “أمريكا تخسر معركة البحر الأحمر“، أوضحت الوكالة أن العام الماضي كان مليئاً بالمفاجآت، حتى وفقاً للمعايير الشرق أوسطية. وأبرز براندز أن “الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس أدى إلى أعنف يوم لليهود منذ الهولوكوست، واستمرت الحرب بين إسرائيل وحماس لفترة أطول مما توقعه الكثيرون، مع شن إيران واحداً من أكبر الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ في التاريخ ضد إسرائيل”.
وأضاف براندز أن “المفاجأة الأكبر والأكثر شؤماً على النظام العالمي جاءت من اليمن، حيث شنت جماعة الحوثي، وهي جهة فاعلة شبه دولة لم يسمع بها معظم الأمريكيين من قبل، أخطر تحدٍ لحرية البحار منذ عقود، مما أدى إلى هزيمة قوة عظمى على طول الطريق”.
ووفقاً للمقال “بدأت حملة الحوثيين ضد الشحن عبر باب المندب، وهو الممر الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، في أواخر 2023، بدافع التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتسببت بإفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي في خليج العقبة. وبعد مرور قرابة عام من عملية “حارس الرخاء” بقيادة الولايات المتحدة، لم تُظهر الجماعة أي بوادر على التراجع، بل ازدادت جرأة”.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الأحداث تكشف عن مشكلات عالمية جديدة، أهمها “انخفاض تكلفة فرض القوة”، حيث استخدم الحوثيون الطائرات المسيرة والصواريخ للسيطرة على الممرات البحرية الحيوية، رغم عدم كونهم قوة عسكرية تقليدية أو حتى سيطرتهم على اليمن بالكامل.
وأضاف براندز أن هناك تآزراً استراتيجياً بين أعداء الولايات المتحدة، حيث سمح الحوثيون منذ أكتوبر 2023 بمرور معظم سفن الشحن الصينية بسلام، مع تلقيهم دعماً معنوياً من روسيا التي تسعى للانتقام من واشنطن.
العامل الثالث الذي يعقد الوضع، بحسب براندز، هو “نفور أمريكا من التصعيد، والذي يعكس ضعف الجيش الأمريكي نتيجة الإفراط في التوسع العسكري، فقد تحولت قوة عظمى عالمية إلى مجرد حرب غير حاسمة مع مجموعة من المتطرفين اليمنيين”.
ووفقاً للكاتب، تفتقر الولايات المتحدة الأمريكية الآن إلى الموارد اللازمة لشن حملة أكثر عدوانية دون التأثير على استعدادها لمواجهة صراعات أخرى.
وأكد براندز أن ما يحدث في البحر الأحمر يسلط الضوء على “تآكل المعايير الدولية”، مشيراً إلى أن الحوثيين قلبوا موازين حرية البحار في منطقة حيوية بالغة الأهمية ودفعوا ثمناً ضئيلاً للغاية.
ورغم ذلك، لا يبدو أن الولايات المتحدة على وشك اتخاذ تصحيح جذري لمسارها، ووفقاً للكاتب، يظل الرئيس جو بايدن منشغلاً بمحاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس، الأمر الذي قد يسحب من الحوثيين وغيرهم من حلفاء إيران ذريعة الحرب، حتى وإن لم يكن ذلك كفيلاً بوقف الهجمات البحرية.
واختتم براندز مقاله بالإشارة إلى أنه بغض النظر عن هوية الرئيس الأمريكي في عام 2025، سيكون عليه مواجهة حقيقة أن أمريكا تخسر الصراع في البحر الأحمر، مع كل ما قد يترتب على ذلك من عواقب عالمية.