الإعلام الإسرائيلي يسلط الضوء على نجاح الحوثيين في إسقاط الطائرات الأمريكية وتزايد الانتقادات لإدارة بايدن
اليمن الجديد نيوز:
وصف الإعلام الإسرائيلي قيام قوات حكومة صنعاء بإسقاط طائرة أمريكية جديدة من طراز “إم كيو-9” بأنها “ضربة موجعة” للجيش الأمريكي، موضحاً أن قوات صنعاء كبدت الولايات المتحدة خسائر مالية تصل إلى ربع مليار دولار حتى الآن، نتيجة إسقاط ثماني طائرات من هذا النوع خلال 10 أشهر.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن “الحوثيين في اليمن سجلوا إنجازاً آخر” هذا الأسبوع، في ما اعتبرته “ضربة موجعة” أخرى للجيش الأمريكي العامل في المنطقة منذ العام الماضي، حيث أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين رسمياً، مساء السبت، أن قواتهم تمكنت من إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار متطورة من طراز “إم كيو-9″، مشيراً إلى أنها الطائرة الثامنة التي تسقطها قوات الحوثيين منذ بدء الحرب، وفقاً لما ذكرته القناة.
وأضافت القناة أن “إسقاط الطائرة من قبل الحوثيين يمثل ضربة كبيرة لقدرات الجيش الأمريكي في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بجهوده لحماية ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن”.
كما أوضحت القناة أن “الانتقادات تجاه إدارة بايدن تزايدت في الأشهر الأخيرة داخل الولايات المتحدة والغرب، نتيجة ما وُصف بعدم القدرة على مواجهة هجمات الحوثيين بشكل فعال”.
وتابعت القناة موضحة أن “تكلفة الطائرة بدون طيار من طراز “إم كيو-9″ تبلغ حوالي 32 مليون دولار، مما يعني أن الولايات المتحدة تكبدت خسائر تقدر بحوالي ربع مليار دولار في اليمن نتيجة إسقاط هذه الطائرات المتطورة”.
وأشارت إلى تقرير سابق نُشر في صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، مفاده أن الجيش الأمريكي استخدم صواريخ اعتراضية وأسلحة أخرى ضد الحوثيين بتكاليف تقدر بمئات الملايين من الدولارات، بينما تصل تكلفة الانتشار الأمريكي في المنطقة لصد هجمات الحوثيين إلى مليارات الدولارات.
وفي تعليق على الهجمات، أشارت القناة إلى أن الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين فشلت في إحداث أضرار حقيقية، في ظل تعبير مسؤولين أمريكيين عن خيبة أملهم إزاء استمرار الأضرار التي يتسبب بها الحوثيون للسفن في البحر الأحمر.
وفي الأسابيع الأخيرة، بحسب القناة الإسرائيلية، “أعرب مسؤولون غير رسميين في الولايات المتحدة عن استيائهم من الوضع المستمر مع الحوثيين، وسط تصاعد الأضرار الناجمة عن هجماتهم البحرية، حتى أن بعض الأصوات زعم أن الولايات المتحدة خسرت الحرب ضد الحوثيين”.
كما أضافت القناة أن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية انتقدت أسلوب تعامل إدارة بايدن مع الحرب في افتتاحية نُشرت مؤخراً، حيث أكدت أن بايدن “يترك خليفته في مواجهة أزمات في جميع أنحاء العالم.”
واختتمت القناة تقريرها بتوضيح أنه “منذ عدة أسابيع، لم يعد الجيش الأمريكي يستخدم أي سفن حربية أو أصول عسكرية في البحر الأحمر، على الرغم من التهديدات المستمرة التي يشكلها الحوثيون”.
من جانبها، أشارت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية إلى أن استمرار القتال ضد الحوثيين في اليمن يعزز فرص تحقيقهم إنجازات كبيرة في مجال الدفاع الجوي، خصوصاً ضد الطائرات المأهولة، وذلك بعد أن تمكنوا من إسقاط ثماني طائرات من طراز “إم كيو-9” خلال أقل من عام.
وأضافت الصحيفة في تقرير نُشر يوم الأحد أن إعلان قوات حكومة صنعاء عن إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار “إم كيو-9” في أجواء محافظة مأرب مساء السبت، يمثل إضافة جديدة لسلسلة الطائرات التي أسقطها الحوثيون منذ نوفمبر الماضي. كما أوضحت أن هذه الطائرة هي الأحدث في قائمة الطائرات من هذا الطراز التي تقدر قيمتها بحوالي 30 مليون دولار.
الصحيفة لفتت أيضاً إلى أن هذا الإنجاز ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن أعلن الحوثيون عن إسقاط خمس طائرات “إم كيو-9” في مايو الماضي، مما تسبب للأمريكيين بأضرار تصل إلى 150 مليون دولار نتيجة إسقاط تلك الطائرات المسيّرة.
وذكرت الصحيفة أن الحوثيين، على الرغم من التطور التكنولوجي الكبير لطائرات “إم كيو-9″، تمكنوا من اعتراضها بنجاح في عدة مناسبات، ما يعكس قوة قدراتهم الدفاعية.
وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين جمعوا خلال العقد الماضي مجموعة متنوعة من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك نماذج سوفيتية مثل SA-9، التي استولوا عليها بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في عام 2014.
وفي ختام تقريرها، حذرت الصحيفة الإسرائيلية من أن استمرار القتال ضد الحوثيين قد يفاقم المخاطر المتعلقة بتطويرهم لقدراتهم الدفاعية، بما في ذلك إمكانية اعتراض الطائرات المأهولة في المستقبل القريب.
يُذكر أن طائرة “إم كيو-9” تُعد من بين أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار، وتتميز بمواصفات تكنولوجية متقدمة، بما في ذلك نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تمكنها من مسح منطقة بقطر 360 درجة.
وتُعرف الطائرة بقدرتها على تنفيذ مهام متعددة، من بينها المراقبة والتجسس، كما تُستخدم كقاذفة للصواريخ في ميادين القتال، فهي قادرة على حمل مجموعة واسعة من الصواريخ والقنابل الموجهة بالليزر، مما يجعلها مناسبة لضرب أهداف “متحركة عالية القيمة وحساسة”، بالإضافة إلى الأهداف الثابتة بفضل أنظمة أسلحتها المتطورة وقدرتها على مراقبة المنطقة لفترات طويلة.
وتستطيع الطائرة حمل أربعة صواريخ من نوع AGM-114 “هيلفاير” بالإضافة إلى قنبلتين من نوع 82 كافة، مع نظام رؤية ليزر موجه بنظام GPS. كما أشارت التقارير إلى وجود اختبارات لتجهيزها بصواريخ AIM-92 ستينغر.
ويرى المراقبون العسكريون أن إسقاط طائرة “إم كيو-9″، التي يتفاخر بها الأمريكيون ويُطلقون عليها ألقاباً مثل “المفترس” و”الصياد القاتل”، يعكس مدى تطور قدرات قوات حكومة صنعاء، حيث يتطلب إسقاط هذه الطائرة المجهزة بتقنيات متقدمة تكنولوجيا معقدة لا تمتلكها سوى دول قليلة.
ومع هذا الإنجاز الذي حققته قوات صنعاء، يتقلص الفارق في التفوق الجوي بين صنعاء وواشنطن، التي تعتمد على هذه الطائرات في عملياتها العسكرية حول العالم، مما يشير إلى أن قوات صنعاء قد تتقدم خطوات إضافية نحو إسقاط المقاتلات الأمريكية الأكثر تطوراً، ويعزز قدرتها على حماية الأجواء والأراضي اليمنية من أي انتهاك أو اعتداء خارجي، حسبما يرى المراقبون.