التلغراف: تكرار الأساليب العسكرية الغربية في البحر الأحمر هو “تعريف للجنون” في مواجهة الحوثيين
اليمن الجديد نيوز:
ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية أن القوات البحرية الغربية، بقيادة البحرية الأمريكية، تواجه تحديات غير مسبوقة في البحر الأحمر بسبب هجمات قوات حكومة صنعاء المساندة لغزة. كما أشارت إلى أن حركة السفن عبر مضيق باب المندب شهدت انخفاضاً كبيراً، مما أدى إلى تكاليف إضافية في الشحن البحري وارتفاع الأسعار في المملكة المتحدة وأوروبا.
وفي تقريرها، وصفت الصحيفة تكرار الأساليب نفسها مع توقع نتائج مختلفة بأنه “تعريف للجنون”. وأضافت أن البحرية الغربية بقيادة الولايات المتحدة وصلت إلى هذا الوضع في البحر الأحمر، موضحةً أن هناك حاجة ملحة للتغيير “وإلا سنستمر في مواجهة الخسائر، وربما سنشهد كارثة أكبر من تلك التي واجهناها حتى الآن”.
وأوضحت الصحيفة أيضاً أن “هجمات الحوثيين استهدفت السفن المرتبطة بإسرائيل بشكل متزايد، وبحلول ديسمبر، كانت تلك الهجمات قد أصبحت متكررة لدرجة أن كبرى شركات الشحن اضطرت إلى تغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح لتجنب باب المندب”. ووفقاً للصحيفة، اتخذت تلك الشركات هذا القرار بسبب المخاطر المتزايدة وتكاليف التأمين العالية التي لم تعد مقبولة.
وأضاف التقرير أن “هجمات الحوثيين استمرت رغم الجهود الدفاعية والهجومية التي قامت بها القوات البحرية الأمريكية والأوروبية، إذ لم تنخفض وتيرة الهجمات، وظل نحو 60 في المئة من السفن التجارية تتجنب المرور عبر باب المندب”.
وأوضحت الصحيفة أن “تكتيكات الحوثيين تطورت بمرور الوقت، حيث زاد استخدامهم للطائرات المسيرة السطحية، وهو ما أثار قلقاً كبيراً بالنظر إلى الأضرار التي قد تسببها”. وأشارت إلى الهجوم الأخير على السفينة “سونيون”، حيث تبع الهجوم الصاروخي مجموعة إنزال تضع متفجرات على متن السفينة، وهو نوع جديد من العمليات.
ووفقاً لتحليلات حديثة من “لويدز ليست”، 94 في المئة من الهجمات التي استهدفت السفن في البحر الأحمر تم تنفيذها باستخدام الصواريخ، بينما شكل استخدام الطائرات المسيرة وحدها 3 في المئة فقط من الهجمات. “الحوثيون ظلوا ملتزمين في الغالب باستخدام الصواريخ كتكتيك رئيسي، مع دعم الطائرات المسيرة لتشتيت الانتباه أو تعزيز الهجوم”، بحسب التقرير.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى تقرير صادر عن “لويدز ليست”، والذي أظهر أن الحوثيين استهدفوا خلال الأشهر التسعة الماضية 83 سفينة، ولم تشمل تلك الهجمات أي سفينة تابعة لروسيا والصين، باستثناء سفينة صينية مرتبطة بشركة “MSC” السويسرية التي تتعامل مع “إسرائيل”.
وفي ديسمبر الماضي، تعرضت سفينتان تابعتان لشركة “MSC” كانتا متجهتين إلى “إسرائيل” لهجوم من قبل قوات حكومة صنعاء، مما دفع الشركة السويسرية، أكبر شركة حاويات في العالم، إلى الإعلان عن تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر بشكل كامل حتى إشعار آخر.
وعلى الرغم من مرور 11 شهراً على هذا الوضع، أوضحت الصحيفة أن الوضع لم يتغير كثيراً، حيث تواصل السفن الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، مما يزيد من التكاليف ويضغط على أعداد الأسطول البحري، فضلاً عن التسبب في ازدحام الموانئ وزيادة معدل تآكل المحركات وهياكل السفن نتيجة طول المسافات.
وتابعت الصحيفة مشيرة إلى أن هذه التطورات قد أدت إلى ارتفاع الأسعار في المملكة المتحدة وأوروبا، حيث كانت تعتمد تلك الدول بشكل رئيسي على التجارة عبر البحر الأحمر.
وفي الوقت نفسه، أكدت الصحيفة أن البحرية الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، تستمر في استخدام أسلحة مكلفة، مثل الصواريخ الدفاعية، دون تحقيق نتائج ملموسة.
وبناءً على ذلك، أكدت الصحيفة على الحاجة الملحة لتغيير الاستراتيجية الحالية في البحر الأحمر، حيث إن استمرار الوضع الحالي يؤدي إلى خسائر أكبر.
وأشارت إلى أن الخيارات المتاحة للتعامل مع الحوثيين تشمل إيقافهم عن تنفيذ الهجمات إما عبر التفاوض أو عبر إيجاد وسائل لإجبارهم على التوقف. ومع ذلك، ترى الصحيفة أن الخيار الأخير يمثل تحدياً كبيراً، حيث يتطلب عمليات عسكرية معقدة تشمل القوات البرية.
وفي نهاية التقرير، ذكرت الصحيفة أن تكرار الأساليب الحالية مع توقع نتائج مختلفة يُعتبر بالفعل “تعريفاً للجنون”، خاصةً عندما تكون داخل نطاق صواريخ العدو. وشددت على ضرورة تغيير الاستراتيجية في البحر الأحمر، محذرةً من أن الاستمرار في الوضع الراهن سيؤدي حتماً إلى المزيد من الخسائر.