اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

هل يمثل الحوثيون تحدياً جديداً للردع الغربي في البحر الأحمر؟ تحليل من معهد إيطالي

اليمن الجديد نيوز:

أكد معهد الدراسات السياسية الدولية (ISPI) الإيطالي أن أزمة الردع الغربية في البحر الأحمر تتفاقم بشكل متزايد، حيث تصاعدت التحديات الأمنية إثر الهجمات البحرية التي شنتها قوات حكومة صنعاء دعماً لغزة منذ أكتوبر 2023، ورغم جهود التحالفات البحرية متعددة الجنسيات، بما في ذلك العمليات العسكرية الغربية، لم تتمكن هذه التدابير من تقليص قدرات الحوثيين الهجومية.

وأوضح المعهد في تقرير تحليلي نشره على موقعه الإلكتروني أن الحوثيين استهدفوا حركة الملاحة الغربية في البحر الأحمر تضامناً مع غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر، ولم تُستأنف حركة الملاحة البحرية بشكل طبيعي حتى الآن، ورغم التحالفات الأمريكية البريطانية والأوروبية، مثل عملية “أسبيديس”، لا تزال حركة الشحن منخفضة بأكثر من النصف مقارنة بفترة ما قبل الأزمة.

وأشار التقرير إلى أن “موازين القوى المتغيرة في البحر الأحمر منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أدت إلى توازنات جديدة في النظام العالمي”.

وأضاف أن أحداث السابع من أكتوبر والحرب بين “إسرائيل” وحماس أسهمت بشكل كبير في رفع مستوى المنافسة في البحر الأحمر، حيث استمرت هجمات الحوثيين على الشحن، مما أدى إلى انكماش حركة الشحن بنسبة كبيرة.

وأكد التقرير أن الدول الغربية، التي استُهدفت سفنها وأساطيلها البحرية في البحر الأحمر، لم تتمكن من وقف تهديدات الحوثيين. كما لا تزال تلك الدول تواجه تحديات في تقييم هذا التهديد المتعدد الأبعاد، وسط غياب استراتيجية فعّالة لردع الحوثيين حتى الآن.

وأشار التقرير إلى أن استخدام الحوثيين لمجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن والطائرات بدون طيار، أدى إلى زيادة تعقيد الوضع، خصوصاً مع توسع منطقة الخطر الجغرافي لتشمل خليج عدن.

وأضاف أن المبادرات العسكرية التي أطلقتها الدول الغربية، مثل مهمة “Prosperity Guardian” بقيادة الولايات المتحدة وعملية “أسبيديس” التابعة للاتحاد الأوروبي، لم تحقق النجاح المطلوب في إضعاف القدرات الهجومية للحوثيين منذ يناير 2024، مما يؤكد ضعف الردع الغربي.

وأشار التقرير أن “مفهوم الردع، الذي طُوّر تقليدياً من قبل الدول ضد دول أخرى، بات يواجه تحديات جديدة مع الحوثيين كجهة فاعلة غير حكومية، ولفت إلى أن تهديدات الحوثيين تشمل الصواريخ، الطائرات بدون طيار، والسفن غير المأهولة، بالإضافة إلى عمليات الاختطاف، مما أربك المنظومة الدفاعية الغربية.

علاوة على ذلك، يناقش التقرير التغيرات الجيوسياسية في البحر الأحمر، حيث يزداد نفوذ كل من إيران وروسيا والصين في المنطقة، مما يعقّد الموقف بالنسبة للدول الغربية. هذه التطورات دفعت إلى تشكيل ديناميات جديدة في العلاقات الدولية، مما يضع الدول الغربية في موقف صعب في مواجهة التهديدات البحرية المستمرة.

ويدعو التقرير إلى “إعادة تقييم استراتيجيات الردع الغربية لمواجهة الجهات المسلحة غير الحكومية مثل الحوثيين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى