معهد أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تحدٍ رئيسي للإدارة الأمريكية المقبلة
اليمن الجديد نيوز:
أفاد معهد أمريكي بأن الهجمات التي تشنها قوات حكومة صنعاء (الحوثيين) في البحر الأحمر، دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة التي تواجه عدواناً إسرائيلياً مستمراً منذ 7 أكتوبر 2023، ستكون من أبرز التحديات التي ستواجه الإدارة الأمريكية الجديدة المنتخبة في نوفمبر 2024.
وأوضح “معهد دول الخليج العربية في واشنطن” في تحليله أن “في 20 يناير 2025، سيتم تنصيب نائبة الرئيس كامالا هاريس أو الرئيس السابق دونالد ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدة، وسيواجه مجموعة من التحديات المتعلقة بالأمن القومي، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، تصاعد التوتر مع الصين، والصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، إلى جانب التهديد المتزايد من إيران”.
وأضاف: “من بين هذه التحديات، تأتي هجمات الحوثيين، الجماعة التي تسيطر على شمال اليمن، والتي استهدفت الشحن التجاري في البحر الأحمر وما حوله على مدار معظم العام الماضي”.
وأشار التحليل إلى أن “الحوثيين نفذوا ما يقرب من 160 هجوماً على السفن التجارية والبحرية في البحر الأحمر، ما أدى إلى انخفاض حركة المرور بنسبة تتجاوز 50%، وارتفاع تكاليف التأمين بنفس النسبة تقريباً، وفقاً لدائرة أبحاث الكونغرس”.
وأردف أن هذه الهجمات دفعت بعض السفن إلى تغيير مسارها عبر القرن الإفريقي، ما زاد التكاليف على الشركات والمستهلكين في أوروبا والولايات المتحدة.
استراتيجية إدارة بايدن الحالية
تحدث التقرير عن استجابة إدارة بايدن لهذه التحديات من خلال استراتيجية دفاع وردع. وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية وحلفاءها تمكنوا من تقليص بعض الأضرار، حيث أغرق الحوثيون سفينتين فقط، وألحقوا كذلك الضرر بالعديد من السفن الأخرى، إلا أن الهجمات المستمرة أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط التجارية.
وأضاف التقرير أن “الجزء الثاني من الاستراتيجية، المتمثل في ردع الحوثيين عن تنفيذ هجمات مستقبلية، قد فشل حتى الآن، رغم الغارات الجوية المتعددة التي شنتها واشنطن”.
التحديات المقبلة للإدارة الجديدة
يؤكد التقرير أن الإدارة القادمة، سواء كانت بقيادة هاريس أو ترامب، ستضطر إلى اتباع نهج جديد لمعالجة هذا الفشل الأمريكي.
وفي حال فوز هاريس، يتوقع التحليل أن تحاول الإدارة معالجة “جذر المشكلة” من خلال السعي لإحلال السلام بين “إسرائيل” وحماس. وإذا لم تتمكن من تحقيق ذلك، ستواجه الإدارة ضرورة اتخاذ خطوات أكثر حدة ضد الحوثيين، مثل إغلاق طرق تهريب الأسلحة وتصعيد الضربات الجوية ضدهم.
احتماليات نهج ترامب
في المقابل، إذا عاد ترامب إلى الرئاسة، بحسب التقرير، فمن المتوقع أن يعيد تصنيف الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، وهو تصنيف يحمل أثراً قانونياً أكبر. وقد يتبع ذلك توسيع قائمة الأهداف العسكرية في اليمن، وربما تشمل عمليات نوعية، مثل قتل قيادات حوثية بارزة، على غرار ما حدث مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن أياً من هذه الاستراتيجيات لن تؤدي بالتأكيد إلى إنهاء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. ويضيف أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية قد يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن ويعزز سيطرة الحوثيين بشكل أكبر.
ويؤكد التقرير أن عمليات القتل المستهدفة لم تكن فعالة دائماً في إضعاف الحوثيين، الذين ازدادوا قوة منذ مقتل مؤسسهم حسين بدر الدين الحوثي قبل 20 عاماً.
وخلص التقرير إلى أن الولايات المتحدة، بغض النظر عن هوية الرئيس المقبل، ستحتاج إلى صياغة استراتيجية تتيح لها حماية التجارة في البحر الأحمر دون التورط في صراع مفتوح وطويل الأمد في اليمن، مشيراً إلى أن تحديد الأهداف النهائية لهذه الاستراتيجية أسهل بكثير من تنفيذها على أرض الواقع.