تقرير أمريكي: تكاليف مواجهة الحوثيين تثير المخاوف بشأن قدرة البنتاغون على مواجهة التهديدات
اليمن الجديد نيوز | تقارير وتحليلات
أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن انسحاب حاملة الطائرات أبراهام لينكولن قد أثار مخاوف حول قدرة الجيش الأمريكي على مواجهة التهديدات المتزايدة في ظل الصراع المستمر في الشرق الأوسط، خاصة مع استنزاف كبير للذخائر الأمريكية بسبب المواجهات مع قوات صنعاء في البحر الأحمر.
وجاء في التقرير، الذي نُشر يوم الأربعاء، أن “الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط بدأت تضغط على وزارة الدفاع الأمريكية، مما أثار القلق بشأن قدرة الجيش الأمريكي على موازنة التهديدات العاجلة للمصالح الأمريكية هناك مع الأهداف طويلة الأمد، في وقت تتحدى فيه روسيا والصين واشنطن في أماكن أخرى من العالم”.
وأشار التقرير إلى علامات هذا الضغط من خلال قرار سحب حاملة الطائرات الوحيدة في المنطقة، أبراهام لينكولن. وعند مغادرة لينكولن في الأيام المقبلة، ستعتمد وزارة الدفاع على مزيج من القوات الأخرى، مثل المدمرات البحرية، وقاذفات بي-52، والمقاتلات الجوية البرية، لدعم مهمة الردع واسعة النطاق، التي قد تكون قابلة للاشتعال وتمتد من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج الفارسي ومسارات الشحن المضطربة حول شبه الجزيرة العربية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التغيير يأتي في وقت يعاني فيه البنتاغون من نقص في الذخائر الحيوية التي استخدمها لصد هجمات الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى دعمه لأوكرانيا في مقاومة التوغل الروسي المستمر منذ قرابة ثلاث سنوات.
وبحسب التقرير، اعترف مسؤولون عسكريون أمريكيون بصعوبة توزيع أنظمة دفاع جوي كافية لحماية الأصول والحلفاء في أوروبا الشرقية، وكذلك في الشرق الأوسط. وحذّر المحللون من أن هذا الضغط قد يعيق قدرة واشنطن على الدفاع عن تايوان في حال حدوث غزو صيني.
كما أعرب التقرير عن مخاوف بشأن مجموعة واسب البرمائية، التي تتألف من ثلاث سفن تحمل قوات مشاة البحرية الأمريكية، وبحارة، وطائرات مختلفة، والتي كانت متمركزة في شرق البحر الأبيض المتوسط منذ أواخر يونيو بسبب احتمال الحاجة إلى إجلاء أمريكيين من لبنان. وقد تم نشر هذه السفن والأفراد منذ أبريل، وأكد مسؤولون دفاعيون مطلعون على الوضع أنه لا يوجد بديل جاهز مماثل للتدخل بسبب معاناة البحرية الأمريكية من صعوبة الحفاظ على أسطولها المحدود من هذه السفن.
ونقل التقرير عن الأدميرال المتقاعد جيمس فوجو الثالث قوله إن هذه الانتشارات المطولة سيكون لها “تأثيرات ثانوية” تشمل تأخير الصيانة، واضطراب جداول التدريب، ونقص الذخائر.
وأضاف فوجو: “شهران إضافيان من الاستخدام على متن السفينة يعني الحاجة لإصلاح المزيد من الأمور، ومن المهم للغاية أن نتمكن من صيانتها وإعادتها إلى الخدمة”.
وذكر التقرير أن الولايات المتحدة أنفقت خلال العام الماضي ما لا يقل عن 22.7 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل والعمليات الأمريكية في المنطقة، وفقاً لتحليل أجراه معهد واتسون للشؤون الدولية بجامعة براون، الذي أشار إلى أن هذا الرقم تقديري ولا يشمل المساعدات الأمنية الأمريكية الإضافية لمصر والسعودية وشركاء آخرين.
وأشار التحليل إلى إنفاق أكثر من 4.8 مليار دولار لتعزيز العمليات الهجومية والدفاعية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تعترض البحرية الأمريكية طائرات الحوثيين بدون طيار وصواريخهم بشكل شبه يومي. ووصف التحليل هذه العمليات بأنها الحملة العسكرية الأكثر استمرارية التي تقوم بها القوات الأمريكية منذ ذروة الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ونقل التقرير عن المحلل وليام د. هارتونج من معهد كوينسي للحكم المسؤول، قوله إن الولايات المتحدة بعد سنوات من العمليات في العراق وأفغانستان ودول أخرى، انتقلت من الاحتفاظ بقواتها على الأرض إلى استراتيجية تركز على تسليح الحلفاء والشركاء، محذراً من أن “هذا النهج قد يؤدي في النهاية إلى نتائج كارثية”.
وأضاف هارتونج: “إنه ليس بديلاً آمناً كما تصوروا”.
كما نقل التقرير عن المحللة بيكا واسر من مركز الأمن الأمريكي الجديد قولها إن “الحوثيين يبدو أنهم يشنون حملة فرض تكاليف تهدف إلى إنهاك الولايات المتحدة حتى تضطر إلى تغيير سياستها أو الانسحاب”.
المصدر: واشنطن بوست