ما بعد غزة.. لماذا تتهيأ إسرائيل لجبهة جديدة في اليمن؟

اليمن الجديد نيوز| تقارير|
تلوح مؤشرات جديدة في الساحة الإقليمية تشير إلى أن إسرائيل قد تواصل عملياتها العسكرية ضد الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، وفق تقديرات حديثة نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في تحليل مطول.
وأوضحت الصحيفة في تحليلها أن انتهاء حرب غزة بعد عامين من القتال لا يعني بالضرورة توقف تداعياتها العسكرية. فالحرب – بحسب التقرير – خلقت سلسلة غير مسبوقة من تدفق الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، ولا تزال الشحنات تتواصل بوتيرة عالية، مولدة أرباحاً كبيرة لشركات الصناعات الدفاعية الأمريكية مثل بوينغ ونورثروب غرومان وكاتربيلر.
وأشارت الصحيفة إلى أن مبيعات الأسلحة الأمريكية للكيان الإسرائيلي ارتفعت بشكل حاد منذ أكتوبر 2023، حيث وافقت واشنطن خلال تلك الفترة على صفقات تتجاوز قيمتها 32 مليار دولار من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، وذلك وفق تحليل اعتمد على إفصاحات رسمية من وزارة الخارجية الأمريكية.
وبين التقرير أن دافعي الضرائب الأمريكيين تحملوا جزءاً كبيراً من التكلفة، فإسرائيل تحصل سنوياً على 3.3 مليار دولار كتمويل عسكري أجنبي، لكن هذا الرقم تضاعف العام الماضي ليصل إلى 6.8 مليار دولار، دون احتساب أشكال الدعم غير النقدي.
وحتى في حال تطور الهدنة في غزة إلى اتفاق سلام دائم، فإن الاحتياجات العسكرية الإسرائيلية لن تقل – حسب الصحيفة – نظراً لاستمرار التهديدات الإقليمية.
ورجح التقرير أن تواجه إسرائيل تحديات متصاعدة من خصوم إقليميين كإيران والمسلحين في اليمن ولبنان ومناطق أخرى، مؤكداً أن معظم عقود التسليح التي توافق عليها واشنطن يتم التخطيط لها لسنوات طويلة مسبقاً، مما يعني أن مسار الدعم العسكري مستمر بغض النظر عن مستجدات الميدان.
وفي سياق متصل، نقل التحليل عن شركة “ليوناردو” الإيطالية للمقاولات الدفاعية – التي تبيع عبر وحدتها الأمريكية مقطورات صهاريج للجيش الإسرائيلي – قولها في أحدث تقرير ربع سنوي إن مبيعاتها الدولية ستظل مستقرة هذا العام بفعل “استمرار الصراعات في أوكرانيا وإسرائيل”.
وأضافت الصحيفة أن الشركة الأمريكية الأكثر استفادة من التوسع العسكري الإسرائيلي منذ بدء حرب غزة هي بوينغ.
فقد وافقت واشنطن العام الماضي على صفقة ضخمة بقيمة 18.8 مليار دولار لبيع مقاتلات F-15 الهجومية لإسرائيل، على أن يبدأ تسليمها عام 2029.
بينما حصلت عدة شراكات تقودها بوينغ هذا العام على موافقات لبيع 7.9 مليار دولار من القنابل الموجهة ومعداتها المرتبطة، وهو رقم يفوق بكثير تعهدات إسرائيل السابقة بشراء ما قيمته 10 مليارات دولار فقط من الشركة خلال العقد المقبل، ما يجعل هذه الصفقات جزءاً أساسياً من سجل طلبات بوينغ البالغ 74 مليار دولار.



