باب المندب تحت المجهر: الصين تتحرك لمواجهة التصعيد الأمريكي المحتمل في خليج عدن
انطلق اليوم (الأحد) أسطول بحري جديد تابع لجيش التحرير الشعبي الصيني من ميناء تشوشان في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، ليتولى مهام المرافقة البحرية في خليج عدن والمياه القريبة من الصومال، خلفاً للأسطول السابق.
ويعد هذا الأسطول البحري الـ47 الذي تُرسله الصين في إطار جهودها المستمرة لضمان أمن الملاحة البحرية في هذه المنطقة الحيوية.
يتألف الأسطول من مدمرة صواريخ موجهة وفرقاطة صواريخ وسفينة إمداد، بالإضافة إلى مروحيتين ونحو 700 فرد بين ضباط وجنود، بمن فيهم عناصر من القوات الخاصة. وقبل انطلاقه، نفذ الأسطول تدريبات مكثفة شملت سيناريوهات الإنقاذ المسلح للسفن المختطفة، ومهام مكافحة الإرهاب والقرصنة، مع التركيز على الاستخدام العملي لهذه المهام في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.
قد يبدو تحرك الصين لتعزيز وجودها العسكري في خليج عدن ظاهرياً امتداداً لالتزامها بمكافحة القرصنة وحماية مصالحها التجارية، إلا أن التوقيت قد يحمل أبعاداً استراتيجية أعمق.
فمن المحتمل أن يكون هذا الانتشار بمثابة خطوة استباقية لمواجهة أي تحركات أمريكية قد تزيد من تعقيد المشهد في منطقة باب المندب، والتي تعد شرياناً حيوياً للتجارة الدولية والطاقة.
في ظل التنافس العالمي المتصاعد على السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية، تسعى بكين إلى تعزيز نفوذها وتأمين مصالحها بشكل مباشر، بما يضمن بقاءها لاعبًا رئيسياً في معادلة أمن الملاحة الدولية، خاصة في منطقة تعد مفصلية لمبادرتها “الحزام والطريق”.
هذا التحرك يُظهر بوضوح أن التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها حتى على المهام التي تبدو إنسانية أو دفاعية الطابع، مما قد يُعقد المشهد الأمني في المنطقة بشكل أكبر.
وكانت صحيفة “الجيش الصيني – China Bugle 中国军号” استعرضت قبل يومين في تقرير مطول عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر وأكدت فيه أن تلك العمليات تستهدف السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي فقط على خلفية العدوان على قطاع غزة.