الولايات المتحدة تدفع أوروبا إلى معركة بحرية في باب المندب قد تدمر مصالحها
تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الممرات المائية حول العالم وكأنها ملكية خاصة بها، متخذة خطوات متزايدة للحفاظ على السيطرة على هذه المعابر الحيوية.
وفي تصريحاتٍ مثيرة، أكد قائد قوات الأسطول الأمريكي الخامس، الأدميرال داريل كودل، أن الولايات المتحدة لا يمكنها التنازل عن الممر المائي في البحر الأحمر، في إشارة إلى أهمية ممر باب المندب بالنسبة للمصالح الأمريكية والإقليمية.
وأكد كودل أن قواعد الاشتباك البحرية يجب أن تكون مرنة بما يتناسب مع التحديات المستمرة في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن البحرية الأمريكية لا ينبغي أن تقتصر على الرد على الهجمات فحسب، بل يجب أن تتصرف بشكل استباقي لمنعها وفقاً لتوقيتها وإيقاعها.
وأضاف أن ما حدث مؤخراً في البحر الأحمر هو “قصةٌ لا تُصدق”، قاصداً عمليات قوات صنعاء.
وعلى الرغم من الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة، أشار كودل إلى أن البحرية الأمريكية ليست في أفضل حالاتها عندما يتعلق الأمر بتحديث السفن وإنهاء أعمال الصيانة المطلوبة في الوقت المحدد، ما يؤكد أن عمليات صنعاء في البحر الأحمر تجاه القطع البحرية الأمريكية مؤثرة.
ورغم ذلك، أعلن أن القوات البحرية الفرنسية والبريطانية ستشارك قريباً في العمليات البحرية في البحر الأحمر، ما يعكس دلالة واضحة على أن الولايات المتحدة قد تستدرج الدول الأوروبية إلى معركة قد تكلفهم الكثير من الخسائر.
في الوقت ذاته، كشفت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية عن دخول مجموعة حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” (HSTCSG) إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، مع تأكيد جاهزيتها لتنفيذ مجموعة كاملة من العمليات الأساسية لحاملة الطائرات.
وأكدت القيادة أن حاملة الطائرات جاهزة للدفاع عن القوات الأمريكية والشركاء إشارة إلى إسرائيل، بالإضافة إلى حماية “حرية الملاحة وضمان الأمن البحري”.
تتزايد المؤشرات على أن الولايات المتحدة قد تكون على شفا مواجهة عسكرية مع صنعاء، وهو ما يهدد بإشعال صراع طويل في المنطقة.
تحركات أمريكا في البحر الأحمر، خاصة مع إشراك حلفائها الأوروبيين وتوجيه القوات البحرية لعمليات استباقية، تعكس نية واضحة لخوضها صراع مع قوات صنعاء، لإبقاء هيمنتها على هذه الممرات الحيوية.
وفي ظل التصعيد المستمر، قد يشهد الوضع في البحر الأحمر تحولاً دراماتيكياً يعكس صراعاً إقليمياً قد يطال تداعياته بقية القوى الكبرى، مما يضع المنطقة على شفا فوهة بركان من التوترات العسكرية والسياسية.