سقطرى تفقد كنوزها.. وشاهدة أمريكية تتهم الإمارات

اليمن الجديد نيوز| أخبار|
تواجه جزيرة سقطرى، جوهرة التنوع البيولوجي في اليمن، خطراً غير مسبوق يهدد أحد أبرز رموزها الطبيعية شجرة “دم الأخوين”، التي تقف اليوم على حافة الانقراض بفعل تغير المناخ والصراعات الإقليمية.
وأكدت الصحفية الأمريكية أنيكا هامرشلاج، مراسلة وكالة أسوشيتد برس، في مقابلة مع شبكة PBS الأمريكية، الخميس، أن الاضطرابات في اليمن وتنامي النفوذ الإماراتي في سقطرى جعلا جهود الحفاظ على البيئة محدودة للغاية.
ونقلت عن أحد المحللين قوله: اليمن يعاني من 99 مشكلة، والتعامل مع التغير المناخي أصبح ترفاً في ظل الصراع الممتد والتوترات الإقليمية.
وأضافت هامرشلاج أن الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي تعد واحدة من أغنى مناطق العالم بالتنوع البيئي، إذ تحتوي على أنواع نباتية لا وجود لها في أي مكان آخر على وجه الأرض.
ومن بين هذه الأنواع شجرة دم الأخوين، أو شجرة دم التنين، التي تواجه اليوم صراع بقاء حقيقي أمام الأعاصير المتكررة، وتراجع الأمطار، وانتشار الماعز الذي يقضي على الشتلات الصغيرة قبل أن تنمو من جديد.
وتصف الصحفية الأمريكية الجزيرة بقولها: سقطرى تبدو مختلفة تماماً عن أي مكان آخر زرته. نباتاتها تبدو سريالية، من أشجار الزجاجة إلى اللبان، وصولاً إلى شجرة دم التنين التي تفرز عصارة حمراء تشبه الدم، ما جعلها رمزاً فريداً للجزيرة ومدونة على عملتها.
كما أوضحت أن هذه الأشجار ليست مجرد رمز بيئي أو سياحي، بل عنصر أساسي في النظام البيئي المحلي، إذ تلتقط الرطوبة من الضباب وتنقلها إلى التربة، ما يساعد النباتات الأخرى على البقاء في ظل الجفاف المتزايد.
ورغم هذه التحديات، تبدي الصحفية إعجابها بإصرار السكان المحليين على حماية تراثهم الطبيعي، مثل عائلة الكاباني التي تدير مشتلًا خاصًا لزراعة أشجار دم الأخوين، وتحاول بإمكانات محدودة تحصين الشتلات من الرياح والماعز.
وتختتم بقولها إن انقراض شجرة دم الأخوين لن يعني فقط خسارة رمز الجزيرة، بل انهيار منظومة بيئية وسياحية متكاملة وللحياة بأكملها في الجزيرة.
يذكر أنه في أواخر عام 2019، كشف موقع Middle East Monitor البريطاني عن قيام القوات الإماراتية في اليمن بنقل أشجار “دم الأخوين” النادرة – المصنّفة ضمن المحميات الطبيعية من قِبل منظمة اليونسكو – إلى أراضيها ضمن عمليات سرية.
وأشار التقرير إلى أن القوات الإماراتية كانت قد نقلت، خلال العام السابق لنشر التقرير، شعاباً مرجانية وطيوراً نادرة من جزيرة سقطرى، من دون أي تنسيق مسبق مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وذلك منذ بدء تواجدها في الجزيرة في إبريل 2018.
كما اتهم حقوقيون يمنيون أبوظبي بالسعي إلى طمس الهوية البيئية والثقافية لجزيرة سقطرى، عبر تجريف معالمها الطبيعية وتهجير سكانها، بهدف تحويلها إلى قواعد عسكرية ومنشآت سياحية تابعة لها، منتقدين في الوقت نفسه صمت الحكومة اليمنية حيال ما وصفوه بـ”النوايا الإماراتية المكشوفة”.



