“راكيفيت”..الزنزانة المخفية تحت الأرض

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، يعيش الفلسطينيون واحدة من أكثر مراحلهم قسوة في التاريخ الحديث.
آلاف الأسر تعاني من الفقد والدمار، فيما يواجه مئات المدنيين الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري في ظروف لا إنسانية.
وتحولت السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية إلى أماكن لمعاناة صامتة، لا تصل إليها الكاميرات ولا أصوات المنظمات الحقوقية.
“فظائع سجن راكيفيت”
كشفته صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير استقصائي حديث، حول قيام إسرائيل باحتجاز عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة داخل سجن سري تحت الأرض يعرف باسم “راكيفيت”.
ما أوردته الصحيفة ليس خبراً عادياً بل تحقيقاً مؤلماً، عن معتقلين يعيشون في ظروف قاسية وغير إنسانية، حيث يحرمون من الضوء الطبيعي والطعام الكافي، ويمنعون من التواصل مع ذويهم أو الحصول على أي معلومات عن العالم الخارجي.. كما أن معظمهم لم توجه إليهم أي تهم رسمية منذ شهور ويتعرضون لصنوف من التعذيب يومياً.
“تفاصيل مروعة من باطن الأرض”
التحقيق أشار إلى أن السجن بالكامل يقع تحت الأرض، بما في ذلك الزنازين وساحة التمرين وغرف مقابلة المحامين، ما يجعل المحتجزين معزولين تماماً عن الشمس والهواء.
ومن بين المحتجزين ممرض تم اعتقاله أثناء تأدية عمله في أحد مستشفيات غزة، لأنه كان يدواي المرضى ويخفف من آلامهم.
وشاب يبلغ من العمر 18 عاماً لم يعرف أحد مصيره منذ نقله إلى السجن ولماذا هو بالأصل في هذا المكان المعتم.
هذه الممارسات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وتشكل خرقاً فاضحاً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، الذي يضمن للمعتقلين حقهم في المعاملة الكريمة والاتصال بذويهم ومعرفتهم بمكان احتجازهم.
“دعوة عاجلة للتحقيق ووقف الانتهاكات”
وطالبت منظمات حقوقية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ فتح تحقيق مستقل وعاجل في ما يجري داخل هذا السجن السري وغيره من مراكز الاحتجاز الوحشية الإسرائيلية، وبتحميل المسؤولية الكاملة لكل من تورط في هذه الانتهاكات.
كما دعت المنظمات إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الفلسطينيين، وضمان وصول اللجان الدولية إلى أماكن احتجازهم.
إن السكوت عن هذه الانتهاكات البشعة هو تواطؤ مع الجريمة، ويجب أن تجد العدالة طريقها إلى هؤلاء الضحايا الذين يعيشون في ظلام دامس، فوقه صمت العالم.



