الأخبار اللبنانية: الانتقالي يحسم السيطرة جنوباً .. والإخوان خارج معادلة التحالف
الإمارات ترسم خريطة النفوذ في حضرموت والمهرة .. والسعودية تنسحب من دعم حليفها التقليدي

اليمن الجديد نيوز | تقارير وتحليلات
نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية في تقرير موسّع أن الجنوب اليمني يشهد تحولاً مفصلياً بعد إحكام المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، سيطرته الكاملة على محافظة حضرموت، ثم إعلان المؤسسات الرسمية في المهرة ولاءها للمجلس، عقب إنزال العلم اليمني ورفع علم الدولة الجنوبية السابقة.
خطوة اعتبرتها الصحيفة “الضربة الأكثر إيلاماً” لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) وللنفوذ السعودي التقليدي في الشرق اليمني.
حضرموت .. قلب الثروة النفطية بيد الانتقالي
تشير الأخبار إلى أن السيطرة على حضرموت تمثل تحولاً جذرياً في ميزان القوة، فهي المحافظة الأغنى بالنفط، وتضم أهم منفذ بري يربط اليمن بالخليج.
ومع وقوع حضرموت والمهرة تحت سيطرة الانتقالي، “تتعزز أوراق القوة للانفصاليين بصورة غير مسبوقة”، ما يجعل المجلس أقرب إلى تشكيل كيان شبه مكتمل الأركان من حيث الثروة والمساحة والمنافذ.
الإخوان .. الخاسر الأكبر
تؤكد الصحيفة أن التطورات الأخيرة تعني عملياً إخراج حزب الإصلاح من المشهد في الجنوب والشرق، بعد انهيار قوات “المنطقة العسكرية الأولى” التابعة له دون مقاومة تذكر.
وترى الأخبار أن ما جرى “نهاية لدور كان يتآكل منذ سنوات”، وأن الإصلاح بات “خارج لعبة التحالف” في أهم المناطق الاستراتيجية.
تقاسم نفوذ سعودي–إماراتي .. وميل سعودي للتخلي عن الإصلاح
يطرح تقرير الأخبار فرضية وجود اتفاق ضمني بين الرياض وأبوظبي لإعادة توزيع النفوذ جنوب البلاد. فالسعودية – بحسب الصحيفة – تحاول تخفيف تورطها في صراعات اليمن، وتجد في التخلي عن الإخوان خطوة لتجنب صدام مع الإمارات، التي تعمل على ترسيخ وجودها العسكري والسياسي على ساحل البحر العربي وخليج عدن.
وترى الصحيفة أن السعودية لم تُظهر استعداداً لحماية حلفائها التقليديين، بل بدت “منسحبة من أي التزام مباشر تجاه مواقع الإصلاح”، الأمر الذي سرّع سقوط حضرموت والمهرة بيد الانتقالي.
الانتقالي يوسع رقعته .. والإمارات تبسط نفوذها البحري
تقول الأخبار إن سيطرة الانتقالي على الشرق تعيد رسم الخريطة ليس داخل اليمن فقط، بل في الإقليم أيضاً؛ إذ أصبح النفوذ الإماراتي يمتد على شريط واسع من السواحل، إضافة إلى سيطرتها على جزر استراتيجية، ما يمنح أبوظبي قدرة أكبر على التأثير في طرق التجارة البحرية والممرات الحيوية.
تلاشي شعارات “التحالف العربي”
تلفت الصحيفة إلى أن التحالف الذي بدأ عنوانه “دعم الشرعية”، كشف مع الوقت تناقضات داخلية بين الرياض وأبوظبي، وأن التطورات الأخيرة في حضرموت تؤكد أن التدخل الخليجي “لم يكن مشروعاً موحّداً بقدر ما كان سباقاً لإعادة توزيع النفوذ”.
وتضيف أن سقوط المحافظات الشرقية أبرز الفجوة بين الشعارات السياسية للتحالف وأهدافه الحقيقية على الأرض.
الإصلاح يشعر بالخديعة .. والقيادات تحت الضغط
تنقل الصحيفة أن قيادات الإصلاح تعيش حالة من “الخذلان الواضح”، بعدما تركتهم السعودية لمصيرهم، فيما يتم توجيه تحذيرات صارمة لقيادات بارزة مثل سلطان العرادة، الذي عاد إلى مأرب بشكل عاجل في ظل الانهيار المتسارع لنفوذ الحزب في حضرموت والمهرة.
وترى الأخبار أن الرياض باتت تتحرك وفق استراتيجية جديدة تتوافق مع الضغوط الإقليمية والدولية الرامية إلى تقليص نفوذ الإخوان وإقصائهم عن مناطق الثروة والموانئ الحيوية.



