روسيا تهاجم ازدواجية المعايير الغربية وتؤكد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة لحل أزمة البحر الأحمر

اليمن الجديد نيوز:
اتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الدول الغربية بالاعتماد على ازدواجية المعايير، مبرزاً تناقض مواقفها في اهتمامها البالغ باحتجاز موظفي الأمم المتحدة في اليمن، في الوقت الذي تتجاهل فيه مقتل العشرات منهم على يد “إسرائيل” في غزة ولبنان. ودعا إلى تكثيف الضغوط على الولايات المتحدة وبريطانيا لوقف هجماتهما على اليمن.
وفي كلمته خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت يوم الثلاثاء لمناقشة الوضع في اليمن، أشار نيبينزيا إلى أن المسؤولين الغربيين يظهرون انحيازاً واضحاً عندما “يدقون ناقوس الخطر” بشأن احتجاز موظفي الأمم المتحدة في اليمن، بينما يتجاهلون قتل “إسرائيل” للعشرات من موظفي المنظمة في غزة والهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام في لبنان.
وشدد المندوب الروسي على ضرورة تجنب المعايير المزدوجة، مشيراً إلى أن “رغبة بعض الدول الغربية في التعبير عن القلق بشأن موظفي الأمم المتحدة في اليمن تتناقض بشكل حاد مع صمتهم شبه الكامل إزاء مقتل العشرات من هؤلاء الموظفين في غزة تحت الهجمات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، التي تواصل أداء واجبها رغم المخاطر”.
ودعا نيبينزيا زملاءه الغربيين في المجلس إلى توسيع نطاق موقفهم ليشمل الوضع المتعلق بوكالة الأونروا، التي تسعى السلطات الإسرائيلية إلى إخراجها من الأراضي الفلسطينية، مشدداً على أهمية أن لا تسمح الدول الأعضاء بمثل هذه المعايير المزدوجة الصارخة والواضحة.
كما حذر نيبينزيا من ضرورة عدم تخفيف الضغوط على أعضاء “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، الذين يواصلون أسبوعياً مهاجمة اليمن بشكل عشوائي، مما يمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي. وشدد على أن هذه الهجمات تعد اعتداءً على سيادة الدولة اليمنية، وناشد المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فعالة لوقف هذه الانتهاكات.
وواصل مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن، التحذير من خطورة استمرار الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن، مشيراً إلى أن هذه الأنشطة تخريبية وتدل على دوافع حقيقية لا تتوافق مع السعي لتحقيق تسوية حقيقية للأزمة في البلاد.
وأكد أن هذا السلوك الغربي يتبع نموذجاً مشابهاً لما يحدث في دول أخرى بالمنطقة، مع التشديد على عدم جواز توجيه الضربات إلى اليمن. وأوضح أن تدمير البنية التحتية لموانئ البلاد قد يؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.
كما أكد نيبينزيا أن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر ترتبط بشكل مباشر بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيراً إلى أن “الوضع في البحر الأحمر لن يتحسن إلا إذا توقفت الحملة العسكرية الإسرائيلية العدوانية في غزة ولبنان وسوريا”.
ونبه نيبينزيا إلى أن “مستوى التوتر في اليمن مستمر في التصاعد، وأن البلاد تزداد انجراراً إلى صراع إقليمي أوسع وسط تصاعد أعمال العنف في غزة ولبنان وأماكن أخرى في الشرق الأوسط”، مؤكداً على موقف روسيا الثابت بشأن دعم سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن والمياه الأخرى.
وفي ختام كلمته، أكد نيبينزيا على أهمية استمرار الجهود السياسية والدبلوماسية النشطة مع القوى السياسية في اليمن، مشدداً على ضرورة تعزيز التقدم المحرز في حل التناقضات الداخلية في المجال الاقتصادي. وذكر أن من الضروري المضي قدماً لاستكمال العمل على “خارطة الطريق” للعملية السياسية في البلاد، وضرورة أن ينعكس ذلك على أرض الواقع.
وفي سياق متصل، شنت طائرات التحالف الأمريكي البريطاني يوم الثلاثاء أربع غارات على محافظة الحديدة غرب اليمن، حيث استهدفت الغارات مديرية اللحية. كما كانت محافظة الحديدة قد تعرضت لغارتين يوم الإثنين على مديرية الصليف.
وتأتي هذه الغارات في إطار الهجمات المستمرة التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن منذ بداية يناير، حيث تدعي الدولتان أن الهدف منها هو القضاء على القدرات العسكرية لقوات حكومة صنعاء وإجبارها على وقف هجماتها البحرية المساندة لغزة ضد الملاحة الإسرائيلية.