مجلس الأمن واليمن.. جلسة حاسمة بين خيارَي الحرب والسلام

في ظل تعقيد المشهد اليمني وتفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء اجتماعه الشهري لمناقشة آخر التطورات في اليمن، حيث تتشابك الأوضاع العسكرية مع التدهور الاقتصادي، بينما تظل العملية السياسية معلقة وسط تصعيد إقليمي يهدد بمزيد من الانزلاق نحو الفوضى.
يأتي الاجتماع في وقت يُعرب فيه المبعوث الأممي عن قلقه الذي لايفارقه من استمرار انسداد الأفق السياسي، في حين تشتد المعاناة الإنسانية تحت وطأة العوائق والانتهاكات التي تواجه جهود الإغاثة.
الاجتماع ع سيبدأ بجلسة مفتوحة، تليها مشاورات مغلقة، تركز على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في البلاد، ومحادثات خارطة الطريق المتوقفة منذ نحو عام، وغيرها من القضايا.
وقال مكتب المبعوث الاممي، إن هانس غروندبرغ، سيقدم إحاطة لمجلس الأمن حول آخر المستجدات في اليمن، وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم.
وكان قد أعرب المبعوث الخاص عن نيته في وضع خارطة طريق للأمم المتحدة لعملية سياسية بين اليمنيين من شأنها تفعيل الالتزامات، غير أن تلك الخارطة لم ترى النور، جراء تصاعد الأحداث الإقليمية.
وفي مطلع هذا الأسبوع أبدى المبعوث الأممي تشاؤماً من إمكانية المضي قدماً في الحل السياسي باليمن، وقال إن الأطراف المتحاربة والشعب المحاصر في اليمن لا يمكنهم انتظار خريطة طريق للسلام إلى ما لا نهاية، قبل أن تنزلق البلاد مرة أخرى في دوامة الحرب.
ووفقاً لجدول أعمال المجلس سيقدم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية الجديد توماس فليتشر، الذي تم تعيينه في 9 أكتوبر، إحاطته الأولى إلى المجلس، عن الوضع الإنساني في البلاد، ويسلط الضوء على العوائق والانتهاكات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن.
يتجدد اجتماع مجلس الأمن في ظل واقع يمني مأزوم، حيث تُبرز جلسة اليوم ضرورة تحرك فاعل من الأطراف الدولية والإقليمية لوقف الانهيار المتسارع.
إن استمرار الجمود السياسي لا يهدد فقط بتمديد الأزمة الحالية، بل بخلق بيئة خصبة لتصعيد الصراع وتجدد المواجهات تمتد آثارها على المنطقة وعليه، فإن التحرك الدولي لا ينبغي أن يقتصر على النقاشات والبيانات، بل يجب أن يتجاوز ذلك إلى خطوات ملموسة، تضمن تخفيف المعاناة الإنسانية، لأن الانتظار قد يحمل في طياته كارثة لا يمكن تداركها.